دمشق
حذرت منظمة “هانديكاب إنترناشيونال” الدولية غير الحكومية أمس الأربعاء، من أن 15 مليون سوري، أي ثلثي السكان، معرضون لخطر الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.
وقالت مسؤولة برنامج سوريا في المنظمة دانيلا زيزي خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، إن ما بين 100 و 300 ألف من الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في سوريا تهدد حياة ثلثي سكان البلاد.
وأضافت أن ذلك يؤثر على “البلاد بأكملها” ويعني أن “ثلثي السكان معرضون لخطر مباشر بالقتل أو الإصابة بالمتفجرات”، معتبرةً أن الألغام غير المنفجرة تمثل “كارثة بكل معنى الكلمة”.
اقرأ أيضاً: “رايتس ووتش”: العقوبات عقبة أمام استعادة الخدمات الأساسية في سوريا
وتابعت: “في سوريا، تم استخدام العديد من الأسلحة غير التقليدية، مثل البراميل المتفجرة التي لديها معدل إخفاق أعلى”، كما زرع تنظيم داعش الألغام في مناطق عدة”.
ومع عودة 800 ألف نازح داخليا و280 ألف لاجئ إلى ديارهم في سوريا منذ سقوط بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وفق أرقام الأمم المتحدة، فإن هذه الظاهرة “تشكل تهديداً خطيراً لأمن المدنيين، وستكون لها عواقب على جهود تعافي البلاد”، وفق ما تؤكد المنظمة الدولية.
وذكرت المنظمة غير الحكومية أنه “خلال شهرين فقط، لاحظنا زيادة حادة في الحوادث المتعلقة بالذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب من المتفجرات”، حيث تم تسجيل 136 حادثة في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير 2025.
وأكدت دانيلا زيزي أن “هذه واحدة من المشاكل الرئيسية التي تواجه سوريا، خصوصاً أن الذخائر غير المنفجرة توجد قرب بنى تحتية مدنية وفي الحقول ما يجعلها غير صالحة للاستخدام”، مستشهدةً بقصة شابين من دير الزور شرقي سوريا داسا لغماً في يناير، فتم بتر ساق أحدهما، بينما أصيب الآخر بحروق خطيرة وإصابات بالغة.
اقرأ أيضاً: اليتم والفقدان في سوريا.. جراح الطفولة التي لا تندمل
ولفتت إلى أن “هذه الحوادث يومية، ويصعب حتى إحصاؤها”، داعية إلى رسم خريطة للأراضي السورية والبدء بتطهيرها، رغم أن هذه العملية طويلة ومكلفة، في حين أن المساعدات الإنسانية الدولية تتجه إلى الانخفاض، وخصوصاً تلك التي مصدرها الولايات المتحدة.
وأسفرت الحرب في سوريا عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد 10 ملايين داخل البلاد وخارجها، وتم استخدام مليون قطعة ذخيرة متفجرة خلال هذه الفترة، بحسب تقديرات المنظمة غير الحكومية.
وقبل يومين، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مؤتمر صحفي، إن الذخائر المتفجرة مستمرة في حصد الأرواح في عموم سوريا، مشيراً إلى مقتل وإصابة أكثر من 430 شخصاً منذ يناير الماضي، ثلثهم من الأطفال.
وذكر، أنّ شركاء العمل المتعلّق بالألغام يواصلون الإبلاغ عن وقوع إصابات بسبب الذخائر المتفجرة، مضيفاً أنه “مع تراجع الأعمال العدائية في بعض المناطق، عمد شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني إلى توسيع نطاق عملهم في مجال إزالة الألغام في المناطق التي صار من الممكن الوصول إليها مؤخرّاً”.