بيروت
قال مسؤولون غربيون إن “حزب الله” اللبناني وإسرائيل أبديا استعداداً للبدء في مفاوضات تؤدي إلى إرساء الهدنة على طرفي الخط الأزرق، الفاصل بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل، بشكل يسمح بعودة النازحين في الجانبين، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية اليوم الثلاثاء.
وتصف الصحيفة ما جرى من مواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل في الأشهر التسعة ماضية بـ “الصراع المنخفض المستوى الذي اقترب مراراً من حرب شاملة”، حيث أطلق الجانبان آلاف الصواريخ والمسيرات عبر الحدود، وتبادلا التهديد بالغزو.
وتقول بيانات منظمة “أكلد لمراقبة النزاعات” إن الجانبين نفذا 7491 هجوماً بين 8 تشرين أول/أكتوبر 2023 و5 تموز/يوليو 2024، وإن إسرائيل نفذت خمسة أضعاف ما نفذه حزب الله من هجمات.
وتضيف الصحيفة الأميركية أن ثلاثة مسؤولين غربيين مطلعين على مواقف الجانبين، إضافة إلى مسؤول إسرائيلي، قالوا جميعاً إن الأساس في أي مفاوضات ممكنة هو انسحاب “حزب الله” من المناطق الحدودية، ونشر الجيش اللبناني، ووحدات من قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) بعد تعزيزها، وترسيم الأجزاء الغربية من الحدود البرية بين البلدين، في ما يبدو تقيداً بالمطالب الإسرائيلية، “وهذا ما لن يرضى به ’حزب الله‘”، كما يقول تقرير “نيويورك تايمز”.
وتطالب إسرائيل “حزب الله” بالانسحاب بشكل كامل حتى نهر الليطاني، كي يشعر سكان شمال إسرائيل بالأمان فيعودون إلى منازلهم، وهذا ما يرفضه “حزب الله”، مطالباً إسرائيل بوقف القتال في غزة، وحينها ينعم شمال إسرائيل بالأمن والاستقرار. وإذ يصر “حزب الله” على ربط جبهة جنوب لبنان بجبهة غزة، يحاول الوسطاء إرساء هدنة في القطاع لتكون حافزاً لوقف للنار على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
وتلاحظ الصحيفة الأميركية أن قبول الطرفين بهذه المفاوضات، بالحد الأدنى، يشكل اعترافاً ضمنياً منهما بإنهاكهما بعد 9 أشهر من القتال، وبتكبدهما خسائر فادحة.
ففي تقدير للخسائر في جنوب لبنان منذ تورط “حزب الله” في حرب غزة حتى 17 تموز/يوليو الجاري، أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، قتل 107 مدنيين لبنانيين وسوريين، و366 من مسلحي “حزب الله”، ونزح 98,000 نسمة من بيوتهم في جنوب لبنان هرباً من القصف الإسرائيلي، وتعرضت 3,000 وحدة سكنية للتدمير الكامل، وتعرضت 12,000 وحدة سكنية للتدمير الجزئي، وتضررت 20,000 وحدة سكنية، واحترق 17 مليون متر مربع من الأراضي الزراعية، وتضررت 13 بنية تحتية خاصة بالمياه.
أما في إسرائيل، فتنقل “بي بي سي” عن مسؤولين إسرائيليين اعترافهم بنزوح نحو 60 ألف إسرائيلي من البلدات الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان، وبمقتل 33 شخصاً بينهم 10 مدنيين.
ويقول توماس نايدز، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، للصحيفة الأميركية: “على الرغم من تبادل آلاف الهجمات، الطرفان لا يريدان حرباً طاحنة، لأنهما يدركان الضرر الهائل الذي ستسببه لبلديهما”.
ويشار إلى أن وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش أعلن اليوم الثلاثاء أن العام الدراسي الذي ينطلق في إسرائيل في بداية أيلول/سبتمبر “لن يبدأ في الشمال، في ظل التعقيدات الأمنية الحاصلة هناك”.