بروكسل
اكتشف باحثون في جامعة ديربي البريطانية، في مصادفة علمية رائعة، مساحة مذهلة يبلغ طولها أكثر من 400 كيلومتر أسفل مضيق ديفيس، بين كندا وغرينلاند. كانت هذه الاكتشافات جزءاً من دراسة الحركات التكتونية للصفائح في المنطقة.
وأوضح الفريق البحثي أن القارة الصغيرة المكتشفة حديثاً، والتي أطلقوا عليها اسم “القارة الصغيرة الأولية لمضيق ديفيس”، هي كتلة تكتونية أصبحت قارة منفصلة نتيجة لعملية تصدّع طويلة الأمد في قاع البحر بين غرينلاند وأميركا الشمالية.
وقال الدكتور جوردان فيثيان لموقع “فيز دوت أورغ”: “التصدّع وتكوين القارة الصغيرة هما ظاهرتان مستمرتان، تترافقان مع كل زلزال يحدث”.
وتمكن الباحثون من تحديد القارة الصغيرة الجديدة باستخدام مزيج متقدم من بيانات سُمك القشرة الأرضية المستمدّة من خرائط الجاذبية، وبيانات الانعكاس الزلزالي، ونماذج الصفائح التكتونية. تحتوي خرائط الجاذبية على معلومات دقيقة حول كثافة الصخور وعمق وتوزيع الصخور المصدرية الشاذة.
وركز الفريق على كيفية تشكّل شذوذ القشرة الأرضية من خلال إعادة بناء الحركات التكتونية التي استمرت لمدة 30 مليون سنة تقريبًا. ووصفوا القارة الصغيرة بأنها أكبر من القارات الصغيرة الأخرى، حيث يصل سمكها ما بين 17 و23 كيلومترًا، مشيرين إلى أن فهم كيفية تشكّلها أمر حيوي للعلم الحديث.
وتتبعت تقنيات رسم الخرائط كيف تغيّرت حركات قاع البحر على مدى ملايين السنين وحدّدت “أرضًا معزولة ذات قشرة قارية سميكة نسبيًا انفصلت عن غرينلاند خلال مرحلة حديثة من الامتداد من الشرق إلى الغرب على طول غرب غرينلاند”، وفقًا لموقع “سبيس” الأميركي.
ووفقًا للدراسة، بدأ الصدع الأولي بين كندا وغرينلاند منذ حوالي 118 مليون سنة، لكن قاع البحر لم يبدأ في التمدّد إلا قبل 61 مليون سنة، مما أدى إلى تكوين مضيق ديفيس الحالي. وبعد حوالي 3 ملايين سنة، تحول التمدّد في قاع البحر من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، ما أدى إلى قطع القارة الصغيرة المستقيمة.
واستمر هذا التحوّل الجيولوجي لمدة 33 مليون سنة تقريباً، ولم يتوقّف إلا عندما اصطدمت غرينلاند بجزيرة إليسمير التي تقع في الشمال.
وتقدم هذه الاكتشافات المثيرة رؤية جديدة وفهم أعمق حول كيفية تشكل القارات الصغيرة وتأثيرات الحركات التكتونية على تشكيل كوكب الأرض .