حلب
تشهد مدينة عفرين السورية الواقعة شمال غربي حلب، تصاعداً في الأحداث بعد المظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت تضامناً مع اللاجئين السوريين المتضررين في ولاية قيصري التركية.
واجتمع نازحون من مناطق سورية عدة يعيشون في عفرين، في خطوة غير مسبوقة، أمام مبنى السرايا للاحتجاج، مما أدى إلى إطلاق الرصاص من قبل الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة، على المتظاهرين في الحي وتفريقهم وسقوط 6 قتلى وإصابة 45 شخصاً بجروح في الأول من تموز/ يوليو الجاري.
وقرر ناشطون على أثر هذه الأحداث، الاعتصام بشكل يومي في دوار “نوروز”، حيث يجتمع المعتصمون من الساعة السابعة مساءً حتى العاشرة مساءً منذ ذلك الحين.
وقال خالد سليمان الرجب، وهو أحد النشطاء المدنيين النازحين في عفرين والمنظمين لـ”اعتصام الكرامة”: “هذا الاعتصام هو نتيجة الحراك الشعبي وانتفاضة على أثر الأحداث في ولاية قيصري، وأيضاً بسبب التراكمات السابقة من السياسة المتبعة من قبل المنسقين الأتراك والحكومة المؤقتة والائتلاف والمؤسسات التابعة لهم”.
وأضاف الرجب لموقع “963+”: “شهدنا الأحداث في عفرين حيث سقط 6 قتلى، مما أدى إلى نشوب اشتباكات بالتزامن مع مظاهرات في عموم مدن الشمال السوري”.
وأشار الناشط إلى أن المعتصمين طالبوا “بفتح تحقيق قضائي في حوادث إطلاق النار على المتظاهرين، ومحاسبة الفاعلين، وتعويض ذوي الضحايا، ورفض خطوات التطبيع مع الحكومة السورية، ومنع فتح المعابر، واعتبار الجانب التركي حليفاً دون التدخل في إدارة المنطقة”.
وكما طالبوا، بحسب الرجب، “بوقف الانتهاكات والممارسات العنصرية تجاه اللاجئين السوريين في تركيا، وإلغاء الائتلاف والمؤسسات التابعة له، وتشكيل هيئة عليا لقيادة الثورة”.
ومن جانبه، قال محمد أحمد لطفي، أحد المعتصمين: “نحن ثوار ولسنا معارضة، وأنا على قناعة تامة بأن الاعتصام سيحقق مطالبنا”.
وأضاف لطفي لـ”963+”، أنه جاء إلى الاعتصام “من أجل استعادة كرامتي وحريتي، وللمطالبة باستعادة القرار للشعب السوري”.
وأغلق محتجون غاضبون في مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، أمس الجمعة، مقري الائتلاف الوطني المعارض والحكومة المؤقتة التابعة له في المدينة، احتجاجاً على موقفهما من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخاصة بتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية.
وخرج المئات من المتظاهرين في أعزاز، بعد دعوات وجهها ناشطون للاحتجاج على موقف الائتلاف والحكومة المؤقتة من التطبيع بين دمشق وأنقرة، والدعوة لإسقاطهما وإخراجهما من تلك المناطق.
وبدأت معظم المدن والبلدات في شمالي وشمال غربي سوريا، الاعتصامات والاحتجاجات اليومية منذ أحداث الأول من يوليو الجاري، عندما شهدت ولاية قيصري، أعمال عنف ضد لاجئين سوريين، حيث استهدفت مجموعة أشخاص متاجر وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري الواقعة وسط تركيا، وامتدت الاعتداءات إلى المدن الأخرى المجاورة بينها إسطنبول.