اقترب موعد انتخابات مجلس الشعب في سوريا، فأطلق ناشطون وناشطات في الحراك السلمي بمحافظة السويداء، جنوبي سوريا، حملة مدنية لمقاطعة هذه الانتخابات التي ستجري في المناطق التي تقع تحت سلطة الحكومة السورية.
انبرى شبان السويداء وشاباتها يعلقون ملصقات ولافتات تؤيد المقاطعة، ويرشون شعارات مطالبة بالتقيد بحملة المقاطعة على جدران المدراس والمباني الحكومية، أهمها شعار “لا للانتخابات”، إلى جانب تعابير تصف مجلس الشعب السوري بصفتي “مجلس الدمى” و”مجلس التصفيق”.
إنها حملة المقاطعة الأولى من نوعها في مناطق الحكومة السورية، “وسنستمر فيها حتى النهاية”، كما يقول الناشط السياسي نصر النبواني، مضيفاً لـ”963+”: “أعجب ممن يسألنا لماذا تقاطعون… فنحن لم نرَ خلال أكثر من نصف قرن مجلساً للشعب يمثل الشعب، إنما يتألف من خُدّام للحكومة، ولذلك لا ثقة بأي انتخابات حصلت في الماضي أو تحصل في المستقبل، لأنها مزيفة تعتمد على الطائفية والزبائنية”.
نريد برلماناً حقيقياً
لا يوافقه أيمن نوفل، عضو الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء، تماماً في ما يقول، إنما يؤكد أن حراك السويداء لا يقف ضد الانتخابات إن كانت نزيهة وشريفة، تمثل المواطنين تمثيلاً حقيقياً. ويضيف لـ”963+”: “فليكن التمثيل حقيقياً، من دون مسرحيات انتخابية لا معنى لها، ولنخرج فعلياً من مسألة التمثيل المزيف الذي لا يعبر عن رأي الشارع ولا عن نبض الشارع، ولا يعرف ما يريد الناس وما يحتاجون إليه”.
ويتابع نوفل: “من حقنا أن يكون لنا برلمان حقيقي، ويكون صوت الناس مسموعاً، ويعبر النواب في مجلس الشعب عما يريده الشعب، فينقلون وجع الناس، ويعملون ليل نهار لتحسين ظروف ناخبيهم المعيشية”، مؤكداً مرة أخرى مطلب الحراك تنفيذ القرار الأممي رقم 2254، “بعدها، يمكن إقامة الانتخابات التشريعية، وتكون انتخابات شرعية، فنحصل على مجلس شعب يكون صوتاً للذين لا صوت لهم من الشرائح المعدومة، ولا يبحث النواب فيه عن مصالحهم الشخصية وامتيازات وسياراتهم”.
لكن، ألا يجب أن يتسم الناس ببعض الواقعية، إذ يعرفون كيف تجري الأمور في سوريا؟ يضحك نوفل، ويجيب: “الواقع عندنا أن ساحة الكرامة تحمل مشروعاً وطنياً لكل السوريين، ونحن نعمل ليصل السوريون كلهم إلى نظام ديموقراطي يحمي كرامة الجميع، على اختلاف انتمائهم وقومياتهم وطوائفهم، فالجبل وطني وعروبي منذ الأزل ويبقى، ونحن باقون على مبادئنا”.
بيانات مؤيدة
يبدو أن أهالي السويداء يؤيدون الحراك والمقاطعة. فقد صدرت بيانات كثيرة في عدد من مناطق المحافظة، أكدت العزم على منع وضع صناديق الاقتراع في مدنها في يوم الانتخابات المرتقب في 15 تموز/يوليو الجاري.
ووصف بيان صادر عن بلدة القريا جنوبي المحافظة الانتخابات بأنها “مسرحية هزلية” ودعا السوريين إلى مقاطعتها. وحذر بيان صادر عن بلدة المزرعة بريف السويداء الغربي أي شخص من يكون سبباً للتصادم مع المشاركين في حملة المقاطعة، “لأن هذه الانتخابات باطلة وغير شرعية ومجحفة بحق الشعب السوري”.
ويقدر عامر أبو فخر، أحد المشاركين في حراك السويداء، ألا تقل نسبة المشاركة في الحملة عن 50 في المئة، لكنه يتوقع أن تواجه السويداء تصعيداً من جانب الحكومة بوجه حملة المقاطعة، “وعندها لا نستطيع التقدير”، كما يقول لـ”963+”.
يعارضه النبواني: “كلا، لن نواجه ردة فعل من الحكومة. ربما تحصل بعض الإشكالات، لكن الأمر لن يصل إلى حد الاقتتال”، متحدياً أن يحصل أي مرشح على أصوات كثيرة، “اللهم إلا إذا دخل التزوير، فعندها، كل شيء ممكن”.