أكد الأكاديمي المختص بالشأن التركي، محمد نور الدين، أن الرغبة في التطبيع بين دمشق وأنقرة جاءت بدفع من روسيا. وأوضح نور الدين، في مقابلة مع موقع “963+” أن هذا الجهد الروسي قد يكون محاولة استباقية لمنع أي تصعيد إسرائيلي في المنطقة، قد يمتد إلى سوريا، في وقت لا ترغب فيه روسيا بتفاقم التطورات في ظل العلاقات المتوترة بين تركيا وسوريا.
وأشار نور الدين إلى أن روسيا، ومعها دول مثل إيران، تسعى لإيجاد تفاهمات وترتيبات بين تركيا وسوريا، تكون بمثابة سد استباقي أمام أي محاولات غربية وإسرائيلية لإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة وفقاً لمصالحهما.
وأضاف المختص بالشأن التركي: “لا شك أن مثل هذا التقارب دونه عقبات كثيرة وملفات مثقلة بمشكلات معقدة وكبيرة، ولكن في حال بدء البلدين من نقطة ما لحلحلة وفك المشكلات بينهما، فقد يجدان نفسيهما أمام حل لمشكلة اللاجئين السوريين في تركيا، وحل لمشكلة المسلحين في إدلب، وكذلك مشكلة الاحتلال التركي في شمال غربي سوريا والتغيير الديموغرافي الذي تعمل عليه تركيا في الشمال السوري.”
وأوضح أنه من المفترض أن تنتهي هذه العملية بالانسحاب الكامل للقوات التركية والمسلحين، وعودة متدرجة للاجئين السوريين إلى ديارهم، وبسط الجيش السوري سيطرته على جميع هذه المناطق.
وتابع أن أحد الأسباب التي قد تدفع تركيا للتقارب مع سوريا هو احتمال التعاون العسكري بين الجيشين التركي والسوري ضد قوات سوريا الديموقراطية (قسد). ومع ذلك، أوضح أن هذا الهدف قد يواجه عقبات كبيرة، بما في ذلك الوجود العسكري الأمريكي في شرقي الفرات وحماية القوات الأميركية لـ”قسد”. ولفت إلى أن تركيا لا ترغب في الاصطدام مع الولايات المتحدة.
وأشار الأكاديمي إلى أن “الأوساط المقربة من القيادة السورية لا تنظر بارتياح إلى أي محاولة لجر الجيش السوري للاشتباك مع قسد، نظراً لأن الأخيرة تعد مكوناً سورياً، ودمشق لا ترغب في سفك الدماء بين الدولة السورية ومكون مهم فيها.”
وأكد نور الدين أن “أي مصالحة بين الطرفين يجب أن تؤدي إلى عودة كل المناطق إلى حضن الدولة السورية، التي تسعى لتحقيق العدالة والمساواة لجميع السوريين بعيداً عن أي تدخلات أو نفوذ خارجي”.
واختتم تصريحه لـ”963+” قائلاً: “الأمر يحتاج إلى تفاهمات ثنائية تركية سورية، وتفاهمات إقليمية، وتفاهمات داخلية في سوريا، وكذلك تفاهمات دولية، نظراً لوجود الولايات المتحدة في شرق الفرات وروسيا في غربه. وبالتالي، فإن حل الملف السوري بشكل جذري يتطلب تفاهمات كبرى على مستويات متعددة.”