بروكسل
حذرت دراسة جديدة نشرت في مجلة PNAS، من أن انفجاراً شديداً يحدث كل ألف عام تقريباً من سطح الشمس يمكن أن يعطل طبقة الأوزون الأرضية بشدة ويؤثر على جميع أشكال الحياة على الأرض.
وأظهر الشفق القطبي المذهل في أوائل شهر أيار/ مايو الماضي، القوة التي يمكن أن تصدرها العواصف الشمسية، ولكن في بعض الأحيان تحدث هذه الأنشطة الشمسية تأثيرات أكثر تدميراً.
وتُعرف هذه الانفجارات من البروتونات مباشرة من سطح الشمس باسم “أحداث الجسيمات الشمسية”، ويمكن أن تنطلق مثل كشاف ضوئي في الفضاء.
ويقول علماء إن هذا “الحدث الجسيمي الشمسي” الشديد يمكن أن يعرض الناس لمستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ما يسبب ارتفاع معدلات السرطان، بل ويؤدي إلى تغيرات في المناخ العالمي.
وقامت الدراسة، بتقييم ما يمكن أن يحدث على الأرض خلال مثل هذا الحدث المتطرف، خاصة في الأوقات التي يكون فيها الدرع المغناطيسي الواقي للكوكب أضعف.
ويحمي المجال المغناطيسي للأرض، في العادة، الكوكب عن طريق تشتيت الجسيمات المشحونة في الفضاء، لكن قوة هذا الدرع المغناطيسي يمكن أن تختلف.
ويطلق سطح الشمس أيضاً البروتونات النشطة للغاية، “أحداث الجسيمات الشمسية”، والتي يمكن أن تصل إلى الارتفاعات المنخفضة في الغلاف الجوي للأرض.
ولكن في كل ألفية تقريباً، قد تكون هناك أحداث متطرفة للجسيمات الشمسية “أقوى بآلاف المرات من أي شيء تم تسجيله بالأدوات الحديثة”.
وفي حين أن أحداث الجسيمات الشمسية المعاصرة ضعيفة ويمكن انحرافها بسهولة بواسطة المجال المغناطيسي للأرض، فقد حدثت أحداث متطرفة في الماضي.
ويحذر العلماء من أن مثل هذا الحدث المتطرف يمكن أن يقلب سلسلة من قطع الدومينو في طبقة الأوزون للأرض ويعطلها لأكثر من عام.
ومن دون طبقة الأوزون، يمكن للأشعة فوق البنفسجية الضارة أن تصل إلى سطح الكوكب، ما يؤدي إلى إتلاف الحمض النووي في جميع أشكال الحياة.
وكتب العلماء: “إن الكثافة العالية جدا للأشعة فوق البنفسجية -بي (UV-B) يمكن أن تعيق نمو النبات والتمثيل الضوئي وتولد مستويات مرتفعة من تلف الحمض النووي في العديد من الأنواع”.
وقد يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، وإعتام عدسة العين، وضعف وظائف المناعة مع ظهور أعراض تلف العين في وقت مبكر من 30 دقيقة إلى 12 ساعة بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
وإذا وصل مثل هذا الانفجار من الشمس إلى الأرض خلال فترة يكون فيها المجال المغناطيسي للكوكب أضعف بكثير، فإن الضرر الذي يلحق بطبقة الأوزون قد يستمر لمدة ست سنوات تقريباً، بحسب الدراسة.
وقد يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الأرض بنسبة 25% وتلف الحمض النووي بنسبة تصل إلى 50%، وهو ما يمكن أن يكون كارثياً على المحاصيل المزروعة في جميع أنحاء العالم.
وكتب العلماء: “سيظل الإشعاع فوق البنفسجي الناتج على مستوى الأرض مرتفعا لمدة تصل إلى 6 سنوات، ما يؤدي إلى زيادات في مؤشر الأشعة فوق البنفسجية بنسبة تصل إلى 20 إلى 25% ومعدلات تلف الحمض النووي الناجم عن الطاقة الشمسية بنسبة 40 إلى 50%”.
وقد يؤدي تلف الحمض النووي على نطاق واسع أيضاً إلى تحفيز فترات التطور، مثل التنوع السريع للحيوانات خلال فترة الانفجار الكامبري منذ نحو 539 مليون سنة.