تشهد مناطق شمالي سوريا حالة من الغليان والتوتر الشديدين، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة، والتي تمثلت في نية التطبيع بين أنقرة ودمشق، وفتح معبر أبو الزندين، بالإضافة إلى موجة العنف التي طالت اللاجئين السوريين في تركيا.
وكانت وسائل إعلام حكومية سورية، قد ذكرت الأحد الماضي، أن هناك تحضيرات لعقد اجتماع مع تركيا في العاصمة العراقية بغداد، لبدء مسار جديد من مفاوضات التطبيع بين الجانبين. وهذا ما أثار غضب الشمال السوري.
وكان لقرار فتح معبر “أبو الزندين” الواصل بين المنطقة التي يسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” المعارض والمدعوم من أنقرة ومناطق سيطرة القوات الحكومية السورية، تأثير سلبي على سكان الشمال السوري.
فتح معبر يربط بين مناطق سيطرة المعارضة الموالية لتركيا والحكومة السورية
وفي تصريح لموقع “963+،” أوضح الكاتب والمعارض السوري المقيم في الكويت، علي الأمين السويد، أن هذه الأحداث مجتمعة أدت إلى “زيادة منسوب الغضب لدى السوريين وثورتهم على قادة الفصائل وعلى الوجود التركي”.
وأشار السويد إلى أن “كل هذه الأحداث تظافرت وأدت إلى زيادة منسوب الغضب لدى السوريين وثورتهم على قادة الفصائل وعلى الوجود التركي.”، مبيناً أن “هذا الأمر سوف يتصاعد ويستمر لعدة أيام”.
وأظهرت مقاطع فيديو تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، حوادث شغب واعتداءات لأتراك على ممتلكات لسوريين لاجئين في قيصري وسط تركيا.
إغلاق المعابر الحدودية:
يأتي هذا الغضب الشعبي العارم مصحوباً بإغلاق جميع المعابر الحدودية بين تركيا وشمالي سوريا، وذلك بعد موجة العنف التي اجتاحت المدن التركية ضد اللاجئين السوريين.
ويُعدّ هذا الإغلاق بمثابة “إغلاق الشريان الوحيد لشمال غربي سوريا”، مما يُفاقم من الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكانه.
اشتباكات في عفرين
ولم تقتصر تداعيات هذه الأحداث على الغضب الشعبي فقط، بل وصلت إلى حدّ وقوع اشتباكات مسلحة في مدينة عفرين، وذلك قرب مبنى الوالي، على خلفية الاحتجاجات المستمرة ضد الوجود التركي. وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى.
وقُتل 9 أشخاص، بينهم جنود أتراك، وجرح آخرون جُلهم من السوريين، أمس الاثنين، جراء اندلاع اشتباكات دامية قرب مبنى الوالي في مدينة عفرين، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة غصن الزيتون بريف حلب الشمالي.
الجولاني يدخل على الخط
وفي ظلّ هذه الفوضى، تشير بعض المعلومات التي أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن أبو محمد الجولاني، زعيم (هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً)، يعدّ العدة لدخول مدينة عفرين والسيطرة على الاحتجاجات المستمرة ضد الأتراك.
والشهر الماضي، قال وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إن الشرط الأساسي لأي حوار سوري- تركي هو إعلان تركيا استعدادها للانسحاب من الأراضي السورية.
وأضاف المقداد خلال لقائه نظيره الإيراني، علي باقري كني، بدمشق، “نحن لا نتفاوض مع من يحتل أراضينا”، موضحاً أنه “لا يجوز استمرار احتلال تركيا لأراضينا ودعم القوى الإرهابية والمسلحة في الشمال السوري”.