استطاع قاسم الغزاوي، وهو من سكان مدينة نوى بريف محافظة درعا جنوبي سوريا، إعادة مبلغ 500 ألف ليرة سورية إلى أحد تجار الخضروات بسوق الهال في المدينة، بعد أن اكتشف أن الأوراق النقدية التي حصل عليها من التاجر كانت جميعها مزورة.
وقال الغزاوي لموقع “963+”، إن الأوراق النقدية التي أعادها كان قد حصل عليها من تاجر في سوق الهال بمدينة درعا لقاء عمله الشاق في تنزيل الخضروات لمدة أسبوع كامل.
وأضاف، أن الأوراق النقدية المزورة كانت جميعها من فئة الـ5000 ليرة، وبعد أن أعادها للتاجر توجه الأخير إلى قيادة المنطقة في مدينة نوى، حيث تم تنظيم الضبط اللازم بالحادثة.
وتشهد محافظة درعا في الآونة الأخيرة انتشاراً غير مسبوق للعملات المزورة، الأمر الذي أثار قلقاً كبيراً في أوساط السكان والتجار على حد سواء. وقد تم تسجيل حالات متزايدة لتداول أوراق نقدية مزيفة، خاصة من فئتي 2000 و5000 ليرة سورية، في مختلف الأسواق المحلية، وسط صعوبة بالغة في تمييزها عن الأصلية، ما جعل من هذه الظاهرة خطراً حقيقياً يهدد التعاملات المالية اليومية ويزيد من الأعباء الاقتصادية.
اقرأ أيضاً: “اللواء الثامن” في درعا يعلن حلّ نفسه – 963+
ورافق انتشار العملة المحلية المزورة، انتشاراً آخر للعملات الأجنبية المزورة أيضاً، وخاصة الدولار الأمريكي. والتي يصعب كشفها مقارنة بالعملة السورية، ويعود ذلك إلى طباعتها خارج سوريا، ما يزيد من تعقيد عملية التحقق من صحتها. في ظل عدم توفر الأجهزة الخاصة بذلك في العديد من الأسواق والمحلات التجارية.
وأفاد عدد من التجار في درعا لموقع “963+”، بأنهم يتعرضون لخسائر مادية نتيجة تداول هذه العملات، مشيرين إلى أن المزورين يستهدفون بشكل خاص الأسواق الشعبية والمتاجر الصغيرة، حيث لا تتوفر غالباً أجهزة الكشف عن التزوير.
وقال التاجر عيسى أبو خروب، إن معظم التجار قادرون على التمييز بين العملة الأصلية والمزورة، بفضل الخبرة والتعامل اليومي مع النقود، إلا أن المواطنين العاديين غالباً لا يمتلكون هذه القدرة ويقعون ضحية لعمليات التزوير دون علمهم. وأضاف: “حتى التجار أنفسهم، خلال فترات الازدحام الشديد، خاصة في الأعياد والمواسم، قد لا يستطيعون التدقيق في كل ورقة نقدية تصلهم، ما يجعل من السهل تمرير العملات المزورة بينهم”.
وتمكنت الجهات الأمنية في مدينة داعل بريف درعا الأوسط من إلقاء القبض على شخصين ينتميان لمجموعة متخصصة بتزوير العملة السورية. وقد تم ضبط كميات كبيرة من الأوراق النقدية المزورة داخل منزل أحدهم، بالإضافة إلى معدات تستخدم في عمليات التزوير، من بينها طابعة حديثة. وكشفت التحقيقات أن المقبوض عليهما ينحدران من بلدة كفر شمس، وكانا يروّجان للعملات المزورة في أسواق داعل والقرى المجاورة.
وكشف قائد منطقة نوى النقيب محمد مولوي، عن تلقي المخافر في المنطقة عدة شكاوى من المواطنين تفيد بانتشار العملة المزورة، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية تتابع هذا الملف والشكاوى الواردة عن كثب.
وأضاف في تصريح خاص لموقع”963+”، أن قيادة المنطقة في مدينة نوى تقوم بجمع المعلومات والتنسيق مع باقي الوحدات الأمنية لضبط الشبكات المسؤولة عن التزوير، وإلقاء القبض على المتورطين.
ونوّه قائد منطقة نوى، إلى أن بعض مجموعات التزوير تستغل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة لتمرير العملات في الأسواق، وخاصة خلال فترات الازدحام.
وأشار إلى أن عملية القبض على مجموعة التزوير في داعل هي خطوة مهمة في هذا الاتجاه، لكنها ليست كافية، فهناك خلايا أخرى تعمل بطرق سرية، على حد وصفه.
وتأتي هذه العملية في إطار جهود القوى الأمنية المتواصلة للحد من الجرائم المالية في المنطقة، خصوصًا بعد تكرار حالات ضبط عملات مزورة في مدن وبلدات أخرى بالمحافظة، بحسب المسؤول الأمني.
اقرأ أيضاً: وفد من قوات “الأندوف” يزور ريف درعا جنوبي سوريا – 963+
وطالب، الأهالي والتجار بالحذر والإبلاغ فوراً عن أي أوراق نقدية مشبوهة، والتعاون مع الجهات المختصة لتطويق الظاهرة والحد من آثارها السلبية على المجتمع.
وتشير التقارير إلى أن هناك شبكات منظمة تعمل على تصنيع وتوزيع العملات المزورة، بعضها يمتلك امتدادات في محافظات أخرى، مستغلةً حالة الانفلات الأمني وتراجع الرقابة المالية.
بدورهم، طالب سكان وتجار محافظة درعا بضرورة تشديد الرقابة على الأسواق من قبل الجهات المعنية، وتعزيز الإجراءات الأمنية لكشف الشبكات التي تقف وراء تصنيع وترويج العملات المزورة.
ويظل التحدي الأكبر أمام السكان هو التعامل اليومي مع العملة، في ظل تدهور الوضع المعيشي، ما يجعل من وقوعهم ضحايا للاحتيال المالي امراً وارداً في أي لحظة، ما لم تُتخذ خطوات جادة وجذرية للحد من هذه الظاهرة التي باتت تهدد الاقتصاد المحلي بشكل مباشر.