برلين
اتهم القضاء الفرنسي امرأة فرنسية بارتكاب جرائم “إبادة جماعية” ضد الأقلية الإيزيدية، خلال فترة إقامتها بسوريا إلى جانب زوجها المنتمي لتنظيم “داعش”، حسبما أوردت صحيفة “لوموند” الفرنسة اليوم السبت.
وذكرت الصحيفة أن لوليتا سي، امرأة فرنسية عادت من سوريا في آب/أغسطس 2021 وحوكمت بالفعل “بتهم إرهابية”، وأُعيد اتهامها بارتكاب “إبادة جماعية ضد الأقلية الإيزيدية”.
وبحسب “لوموند” أن الاتهام لمواطن فرنسي بهذه التهمة يعتبر الثالث من نوعه.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه بعد استجواب المتهمة، الثلاثاء الماضي، وُجهت لها ثلاثة تهم هي “الإبادة الجماعية، والتواطؤ في إبادة جماعية”، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية”.
ونقلت عن مصدرين قريبين من القضية، أن لوليتا 35 عاماً، يشتبه بها بشكل خاص في أنها “استعبدت” طفلاً إيزيدياً في عام 2017 عندما كانت تعيش في سوريا مع زوجها الأخضر سبواي، المنضم لتنظيم “داعش”.
فيما رفضت المتهمة بشدة، الاتهامات الموجهة لها، بحسب المصدرين.
ويشتبه المحققون الفرنسيون أن لوليتا شاركت في إدارة “بيت للنساء” أو أنها تعلمت كيفية استخدام الأسلحة، مثل “الكلاشينكوف”، لكنها تقول إنها حاولت إطلاق النار مرة واحدة فقط، وزعمت أيضاً أنها لم ترتدِ “حزاماً ناسفاً.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، استجوبها القضاة عدة مرات حول احتمال تجنيد ابنها الأكبر عندما كان عمره خمس سنوات في “أشبال الخلافة”، لكنها نفت ذلك بشكل قاطع، قائلة إنها سجلته في “مدرسة عادية”، حيث “تعلم اللغة العربية والرياضيات والقرآن” وليس “التدريب على الأسلحة”، وفق الصحيفة الفرنسية.
وبعد احتجازها في معسكر تديره قوات سوريا الديموقراطية (قسد) في سوريا، ثم طردها من تركيا إلى فرنسا، اتُهمت لوليتا في باريس منذ أغسطس 2021 بـ”الارتباط الإرهابي الإجرامي والتهرب من الالتزامات القانونية كأحد الأبوين”، وهي في الحبس الاحتياطي منذ ذلك الحين.
وسبق أن أطلقت فرنسا مطلع العام الماضي، محاكمة لزوجين فرنسين، ووالدة أحدهما بتهمة “المشاركة في جمعية إجرامية إرهابية”، و”تمويل مشروع إرهابي”.
وبعدما اتّصل الزوج جوناثان جيفروا بنفسه بأجهزة الاستخبارات الداخلية الفرنسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، أسَرته فصائل المعارضة المسلّحة المدعومة من تركيا في أوائل عام 2017، بينما كان يحاول الفرار من سوريا مع زوجته وابنهما.
وبعد تسليمه إلى فرنسا في أيلول/سبتمبر 2017، كشف للمحقّقين أنّ التنظيم كان يخطّط لإرسال أطفال جنود “أشبال الخلافة” إلى أوروبا “لتنفيذ عمليات انتحارية هناك”.
وبحسب جوناتان جيفري، فقد كان التنظيم يخطّط أيضاً لـ”بث الرعب في الأرياف الفرنسية” و”استهداف محطة طاقة نووية فرنسية”. كما قدّم أسماء عشرات الفرنسيين الذين انضمّوا إلى التنظيم الجهادي.
وكان جيفري، الذي يتحدّر من تولوز، جنوبي فرنسا، قد توجّه إلى سوريا والتحق بصفوف تنظيم “داعش” في شباط/فبراير 2015 مع زوجته لطيفة شادلي وطفلهما الأول الذي كان يبلغ من العمر آنذاك شهرين فقط، وهو طرف مدني في محاكمة والديه بواسطة إحدى الجمعيات.