بيروت
واصل الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، قصفه المدفعي وغاراته على قطاع غزة حيث أدت الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة “حماس” منذ أكثر من ثمانية أشهر إلى تأجيج التوتر في الأيام الأخيرة على الحدود اللبنانية وفي البحر الأحمر.
وتتلاشى في هذه الأثناء الآمال بتحقيق هدنة بناء على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أسبوعين، لتباعد المواقف بين الطرفين، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب).
وأفاد سكان في غزة السبت، وقوع اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من “حماس” خصوصاً في رفح والمنطقة المحيطة بهذه المدينة الكبيرة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ”حماس” في قطاع غزة السبت، ارتفاع حصيلة القتلى مع تسجيل 30 قتيلاً خلال 24 ساعة حتى صباح السبت. فيما بلغ العدد الإجمالي للمصابين 85197، ومعظم الضحايا من الأطفال والنساء.
ويشهد القطاع المحاصر أزمة إنسانية عميقة وتهدد المجاعة سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة والذين شردت الحرب 75% منهم، بحسب الأمم المتحدة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 8000 طفل دون سن الخامسة يعالجون في غزة من سوء التغذية الحاد، “من بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد”.
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم شنته حركة “حماس” من غزة في جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1194 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة “فرانس برس” استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، توفي 41 منهم، بحسب الجيش.
ورداً على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً واسع النطاق في غزة خلف 37296 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في حكومة غزة التي تقودها “حماس”.
وتزايدت المخاوف من اتساع رقعة النزاع في الأيام الأخيرة. فقد أعلن “حزب الله” اللبناني الداعم لحركة “حماس”، أنه كثف ضربات منذ الأربعاء على إسرائيل رداً على اغتيالها أحد قادته.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس الماضي، إن فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ستضع خريطة طريق فرنسية بصيغة “ثلاثية” لاحتواء التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت رفض هذه المبادرة الجديدة الجمعة، متهماً باريس بأنها تناصب إسرائيل “العداء”. وهي تصريحات وصفتها الخارجية الإسرائيلية بأنها “غير مناسبة”.
من جانبهم، أعلنت جماعة الحوثيين في الأيام الأخيرة مسؤوليتهم عن سلسلة من الهجمات ضد سفن في البحر الأحمر نصرة لغزة، لتعلن واشنطن بدورها “تدمير” سبعة رادارات ضرورية لشن مثل هذه العمليات.
وخلال جولة جديدة في الشرق الأوسط هذا الأسبوع للترويج لخطة وقف إطلاق النار في غزة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن “الطريقة الأمثل” للمساعدة على تهدئة الجبهة الشمالية تكمن في إنهاء الحرب في غزة ووقف إطلاق النار.
واستمرت الهدنة الوحيدة التي تم التوصل إليها في هذه الحرب في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر أسبوعاً وسمحت بإطلاق سراح 105 رهائن، من بينهم 80 إسرائيلياً والباقون مزدوجو الجنسية، مقابل 240 فلسطينياً تعتقلهم إسرائيل.
وعلى هامش قمة مجموعة السبع التي تختتم السبت في إيطاليا، انتقد بايدن “حماس” التي اتهمها بعرقلة مقترح وقف إطلاق النار. وقال بايدن الخميس: “لقد قدمتُ اقتراحاً وافق عليه مجلس الأمن ومجموعة السبع والإسرائيليون، والعقبة الرئيسية في هذه المرحلة هي رفض “حماس” التوقيع، على الرغم من أنهم اقترحوا شيئاً مماثلاً”.
وينص المقترح الذي عرضته حليفة إسرائيل في 31 أيار/مايو، في مرحلة أولى على وقف لإطلاق النار ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح بعض الرهائن والإفراج عن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.
وعرض بايدن الخطة على أنها إسرائيلية. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتبرها غير مكتملة، مؤكداً تصميم حكومته على مواصلة الحرب حتى هزيمة “حماس” وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وأرسلت “حماس” إلى الدول الوسيطة – قطر ومصر والولايات المتحدة – رداً أولياً يتضمن، بحسب مصدر مقرب من المحادثات، “تعديلات” على الخطة، بما في ذلك “جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية” من غزة. وهي مطالب رفضتها إسرائيل باستمرار.