بروكسل
أثار الانتشار الكبير لأنفلونزا الطيور، قلق العديد من خبراء الأمراض المعدية، أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع وجود 4 تطورات جديدة قد تجعل المرض “الوباء التالي”، وفق تقرير لموقع “بيزنس أنسايدر”.
وأدى فيروس أنفلونزا الطيور H5N1 إلى مقتل عشرات الملايين من الطيور في جميع أنحاء الكوكب، ومع ذلك، يقول مركز السيطرة على الأمراض إن “الخطر على البشر منخفض”.
وأشار الخبراء إلى أن فرصة معظم الناس للإصابة بهذا الفيروس “ضئيلة للغاية”، إن وجدت، في الوقت الحالي.
وثبتت إصابة ثلاثة أشخاص فقط في الولايات المتحدة بالفيروس منذ انتشاره المفاجئ بين الماشية، وكان جميعهم على اتصال مباشر مع الأبقار المصابة، بحسب ما ذكر موقع “ساينس أليرت”.
لكن خبراء الأمراض المعدية يشعرون بقلق متزايد من أن فيروس H5N1 يمكن أن يقفز بشكل مستمر إلى البشر ويبدأ في الانتشار بيننا، وهذا ليس أمراً حتمياً، ولكن العديد من التطورات الأخيرة تشير إلى أنه يشكل تهديداً متزايداً.
ويعد هذا الفيروس مرشحاً رئيسياً ليكون “الوباء التالي”، وقد أثارت أربعة تطورات في الشهر الماضي قلق الخبراء.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن طفلاً يبلغ من العمر عامين أصبح أول حالة إصابة بشرية بفيروس H5N1 في أستراليا في آذار/ مارس الماضي.
وبعد العودة من السفر إلى كلكتا بالهند، ظهرت الأعراض على الطفل وهي “فقدان الشهية والحمى والسعال والقيء والتهيج”، بحسب المنظمة.
وتسبب ذلك في دخول الطفل المستشفى لمدة أسبوعين ونصف، بما في ذلك دخوله إلى وحدة العناية المركزة.
ومع ظهور الحالات البشرية في أجزاء مختلفة من العالم، أصبح علماء الأوبئة مثل كريستوفر داي أكثر قلقاً.
وقال داي، الأستاذ وزميل الأبحاث الأول في جامعة أكسفورد، “توجد كمية هائلة من الفيروسات في الوقت الحالي.. ومن الواضح أنها تتغير، وتقوم بأشياء جديدة وغير متوقعة”.
وأضاف: “لقد كانت الأنفلونزا دائماً مصدر قلق لعقود وعقود، وهذا الشكل الخاص من الأنفلونزا لمدة عقدين على الأقل”.
وتابع: “ولكن الآن، ارتفع مستوى القلق، كما أعتقد، وهو أكبر من أي وقت مضى”.
وينصح خبراء الصحة العامة بشدة بأن لا يشرب الناس الحليب غير المبستر، المعروف أيضاً باسم الحليب “الخام”.
وقال ريك برايت، المدير السابق لهيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم: “هذا يجعل الفيروس أقرب إلى منازل البشر”.
تشير إحدى الطفرات إلى أن الفيروس قد بدأ في التكيف. وعندما قام مركز السيطرة على الأمراض بتحليل عينة فيروس من العامل الزراعي الأميركي الثاني المصاب، اكتشفوا “طفرة في آلية تكاثر الفيروس” وهي الطريقة التي يدخل بها إلى خلايا مضيفه لعمل نسخ من نفسه.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض في بيان لها في أيار/ مايو، إنه تغيير “مرتبط بالتكيف الفيروسي مع الثدييات المضيفة”.
وذكر البيان أن الدراسات التي أجريت على الفئران تشير إلى أن هذا النوع من الطفرات الجينية في الفيروس يرتبط بمرض أكثر خطورة وتعزيز تكاثر الفيروس.
لكن هذا “لا يجعله فيروساً بشرياً حتى الآن”، ولكن “يمكن أن يتغير ذلك”.
وكانت إحدى الحالات التي ثبتت إصابتها بفيروس H5N1 في الولايات المتحدة تعاني من “سعال والتهاب في الحلق”، وهذا يعني أن الفيروس كان موجوداً في الجهاز التنفسي لذلك العامل.
ولا يزال فيروس H5N1 غير متكيف مع البشر بدرجة كافية للانتقال بينهم.
ولم يبلغ مركز السيطرة على الأمراض عن أي دليل على أن عامل المزرعة الذي يعاني من السعال ينشر الفيروس إلى أي شخص آخر.
لكن هذا لا يعني أن فيروس H5N1 غير قادر على التحور بحيث ينتقل من إنسان إلى إنسان.
وبدأت الولايات المتحدة في تصنيع الملايين من اللقاحات، التي طورتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.