بيروت
رصد الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إطلاق عشرات القذائف الصاروخية من لبنان باتجاه إسرائيل، في هجمات قال حزب الله إنها تأتي “رداً” على “اغتيال” قيادي بارز من صفوفه بضربة إسرائيلية، ما يثير خشية من اتساع نطاق التصعيد بين الطرفين، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب).
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عن “رصد إطلاق نحو 90 قذيفة صاروخية من لبنان”.
وأشار إلى “اعتراض بعضها بينما سقط بعضها في عدة مناطق شمال البلاد وتسبب في اشتعال حرائق” عدة.
وفي بيان آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد “إطلاق نحو 70 قذيفة صاروخية” أخرى من لبنان، مشيراً إلى أن “التفاصيل قيد الفحص، من دون وقوع إصابات”.
وهاجمت الطائرات الإسرائيلية، وفق البيان، منصة في منطقة يارون في جنوب لبنان، “تم استخدامها لإطلاق قذائف” باتجاه شمال إسرائيل صباحاً.
وأكدت خدمة الإسعاف الإسرائيلية “نجمة داوود الحمراء” عدم الإبلاغ عن وقوع إصابات في شمال البلاد حتى الآن.
وفي بيانات متلاحقة، أعلن “حزب الله” استهدافه ثلاثة قواعد عسكرية إسرائيلية، قال إنه قصف كلاً منها “بعشرات صواريخ الكاتيوشا”، إضافة الى استهدافه معملاً للصناعات العسكرية بـ”صواريخ موجهة”، وثكنة بقذائف مدفعية.
ووضع الحزب والذي يمتلك ترسانة أسلحة ضخمة، الهجمات في “إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في بلدة جويا وإصابة مدنيين”.
ونعى “حزب الله” بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، “القائد طالب سامي عبدالله” مع ثلاثة مقاتلين آخرين. وقال إن كلاً منهم “ارتقى على طريق القدس”، وهي عبارة يستخدمها لنعي مقاتليه الذين يُقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عبر الحدود.
وكان مصدر عسكري لبناني أفاد “ا ف ب” عن مقتل “قيادي ميداني بارز في (حزب الله) جراء غارة جوية إسرائيلية” على بلدة جويا الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل. وأوقعت الضربة كذلك ثلاثة قتلى آخرين.
وقال إن القيادي هو “الأبرز” في صفوف الحزب والذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل أكثر من ثمانية أشهر.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيداً في وتيرة الهجمات المتبادلة بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية، التي أدى بعضها الى اشتعال حرائق على نطاق واسع على جانبي الحدود، مع ارتفاع درجات الحرارة.
وأسفر التصعيد عن مقتل 468 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 307 على الأقلّ من “حزب الله” وقرابة 90 مدنياً، وفق تعداد “ا ف ب” يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسميّة لبنانيّة.
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.
وعلى وقع التصعيد، نزح عشرات الآلاف من السكان من جانبي الحدود.
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد شن “حماس” هجوماً غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية خلف 1194 قتيلاً غالبيتهم مدنيون وفق تعداد “فرانس برس” يستند إلى معطيات إسرائيلية رسمية.
واحتُجز خلال هذا الهجوم، 251 رهينة ما زال 116 منهم في غزة بينهم 41 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37164 شخصا في غزة معظمهم مدنيون وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.