برلين
أيّد المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الخميس، طرد مرتكبي الجرائم “حتى لو كانوا من سوريا وأفغانستان”. وجاء ذلك بعد ستة أيام على هجوم دام بسكين نفذه أفغاني في مدينة مانهايم، مما أعاد إطلاق هذا الجدل في البلاد.
وقال شولتس في خطاب ألقاه أمام النواب في البرلمان الألماني: “أشعر بالاستياء حين يرتكب شخص ما طلب الحماية في بلادنا، جرائم خطيرة (…) المجرمون الخطرون والإرهابيون الخطرون لا مكان لهم هنا”.
وأضاف المستشار الاشتراكي الديموقراطي: “في مثل هذه الحالات، مصلحة ألمانيا في مجال الأمن تتفوق على مصلحة المنفذ”. وقال: “لن نتسامح أيضاً بعد الآن مع تمجيد الأعمال الإرهابية والاحتفاء بها”.
وتصطدم هذه الرغبة السياسية بعراقيل عملية كبرى على غرار دول غربية أخرى، قطعت برلين علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق ولا تعترف بحكومة طالبان التي استولت على السلطة بالقوة في 15 آب/ أغسطس 2021 في أفغانستان.
وكانت ألمانيا قد أصدرت منذ 2012 قراراً بتعليق عمليات الطرد نحو سوريا بسبب النزاع الدموي في هذا البلد لكنها فكرت عدة مرات بالسماح بذلك.
كما علقت برلين طرد مرتكبي الجرائم من المواطنين الأفغان إلى أفغانستان منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في آب/ أغسطس 2021.
ويشار إلى أنه من بين العديد من السوريين والأفغان الذين قدموا إلى ألمانيا كطالبي لجوء في السنوات العشر الماضية “أفرادا ارتكبوا جرائم خطيرة في ألمانيا أو تعتقد الشرطة أنهم قادرون على تنفيذ هجمات إرهابية”، بحسب تقارير صحفية.
ويُحاكم عدة سوريين في ألمانيا بشبهة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك محاكمة طبيب سوري في فرانكفورت، يُتهم بتعذيب السجناء في المستشفيات العسكرية في سوريا.
والشهر الماضي، بدأت المحكمة الإقليمية العليا الهانزية في مدينة هامبورغ بألمانيا، محاكمة أحد عناصر مجموعة “الدفاع الوطني” التابعة للقوات الحكومية السورية، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وبلغ عدد السوريين في ألمانيا نهاية عام 2023 قرابة 972 ألف شخصًا، وفق إحصاءات نُشرت مطلع شهر أيار/مايو الماضي، وأعلن مكتب الإحصاء الألماني، عن ارتفاع أعداد السوريين الحاصلين على الجنسية الألمانية في عام 2023. ووفقاً للتقرير، حصل 200,100 شخص على الجنسية الألمانية في ذلك العام، ونسبة السوريين منهم بلغت 38%.
وتشير هذه النسبة وأعداد المجنسين إلى ارتفاع “غير مسبوق” منذ بدء السجلات في عام 2000. ويُعزى هذا الارتفاع إلى تدفق طالبي اللجوء السوريين بين عامي 2014 و2016.