دمشق
كشف مصدر حكومي مطلع، أمس الأربعاء، أن مساعي العراق لتذويب الخلافات بين سوريا وتركيا، ومحاولة إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، أثمرت عن اجتماع سيجمع دمشق وأنقرة في العاصمة بغداد قريباً، بحس ما ذكرت إحدى وسائل الإعلام العراقي.
وقال المصدر لوكالة “شفق نيوز”، إنه “في الأيام المقبلة سوف تشهد العاصمة العراقية بغداد اجتماعاً يضم مسؤولين سوريين وأتراك للجلوس على طاولة الحوار، ضمن الوساطة العراقية التي يعمل عليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمصالحة البلدين وعودة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها”.
وأضاف: “السوداني وفريقه الحكومي توصلوا خلال الفترة الماضية إلى نتائج إيجابية بهذه الوساطة عبر اتصالات ولقاءات ثنائية غير معلنة وهناك ترحيب كبير من قبل دمشق وأنقرة بوساطة بغداد”.
وأجرى رئيس مجلس الوزراء العراقي، الأربعاء، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الأسد لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال مكتب السوداني في بيان، إن “الاتصال تناول التنسيق الأمني بين البلدين في مواجهة أخطار فلول الإرهاب، والتحديات الأمنية الأخرى، إلى جانب بحث سبل تنمية التعاون، وتوسيع آفاقه في مختلف المجالات، لاسيما المجالات الاقتصادية، والتأكيد على أهمية رفع مستوى الشراكة المثمرة لما فيه خدمة ونماء الشعبين الشقيقين”.
وبحث الطرفان آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، والحرب الدائرة في غزة، وفق ما جاء في البيان.
وكان السوداني، قد كشف بداية الشهر الجاري، عن تحركات لحكومته لإتمام التطبيع بين تركيا والحكومة السورية.
وتوترت العلاقات بين دمشق وأنقرة على خلفية اندلاع ما بات يُعرف بـ”الربيع العربي”، لاسيما وأن تركيا دعمت الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا في آذار/ مارس من العام 2011 قبل أن تتدخل لاحقاً عسكرياً بالأزمة السورية، حيث دعمت جماعات مسلّحة تسيطر على أجزاء من شمال شرقي سوريا وغربها.
وكانت تركيا والحكومة السورية، قد بدأتا في كانون الأول/ ديسمبر 2023، مساراً لتطبيع العلاقات بينهما برعاية روسية، بلقاء وزيري دفاع البلدين في موسكو، تبع ذلك لقاء وزيري الخارجية بحضور وزيري خارجية روسيا وإيران التي انضمت لاحقاً لمحادثات التطبيع.
يذكر، أن مسار تطبيع العلاقات بين تركيا والحكومة السورية، مجمد منذ أشهر، بسبب خلافات بين الجانبين بشأن كثير من الملفات، يتصدرها الوجود التركي في الشمال السوري.
وتصر دمشق، على ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، قبل البدء بخطوات التطبيع الأخرى، الأمر الذي ترفضه أنقرة.