بروكسل
حثت وكالة الطاقة الدولية اليوم الثلاثاء، الدول على تعزيز خططها في مجال الطاقة المتجددة، لافتة إلى أنها قادرة على ذلك، ليتحقق بحلول العام 2030 الهدف العالمي المتمثل في مضاعفة الإنتاج من مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات والضروري لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري.
ورأت وكالة الطاقة الدولية أن طموحات نحو 150 دولة شملها تحليل أجرته، تؤدي إلى إنتاج حوالي 8 آلاف غيغاوات في العالم بحلول هذا الموعد النهائي من طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الكهرومائية، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب).
ولفتت إلى أن هذه “ليست الكمية المطلوبة وهي 11 ألف غيغاوات”، ولكنها أشارت إلى أن “إنتاج 8 آلاف غيغاوات أفضل بكثير مما توقعه العالم قبل بضع سنوات”.
وأكد تحليل الوكالة الدولية الذي نُشر بعد ستة أشهر من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في دبي (كوب28)، أن “مشاريع البلدان ما زالت لا تتماشى مع تحقيق هذا الهدف الرئيسي (المتمثل في مضاعفة حجم الانتاج من مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات) الذي حدده المؤتمر”.
بين “أمن النفط” وكلفة الطاقة النظيفة: حيرة تعزّزها وكالة الطاقة الدولية
لكن أكد التحليل أن “لدى الحكومات الوسائل اللازمة لتسريع الوتيرة في الأشهر المقبلة”.
وشدّدت وكالة الطاقة الدولية، على أنه مع المراجعة المتوقعة للالتزامات المناخية الوطنية في مطلع العام 2025، كجزء من عمل الأمم المتحدة، “أمام الدول فرصة كبيرة لوضع خطط واضحة لدعم هذه الطاقة (المتجددة) لتمكين العالم من تحقيق هدفه”.
وأكد المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول، أن “هذا التقرير يوضح أن هدف مضاعفة قدرة الطاقة (المتجددة) ثلاث مرات طموح، ولكنه قابل للتحقيق – بشرط أن تقوم الحكومات بتحويل الوعود إلى خطط عمل”. وأشار إلى أن هذا الالتزام يؤدي إلى “نظام طاقة أكثر أمانًا وبأسعار معقولة وأكثر استدامة”.
وأشارت كاتي ألتيري، المحللة في مركز أبحاث “إمبر” في تعليق على تقرير وكالة الطاقة الدولية، إلى أن “النمو غير المسبوق الذي تحقق خلال العام الماضي يضع هدف المضاعفة ثلاث مرات في متناول أيدينا، وينبغي أن يمنح القادة الثقة الكافية لزيادة حجم التزاماتهم”.
وخلال مؤتمر “كوب28″، التزمت الدول بالعمل على زيادة قدرة إنتاج الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030.
والهدف هو استبدال الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) الذي ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب فلا تزيد عن 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
شركات النفط تتكتَّم عن حجم انبعاثاتها: غاز الميثان يهدّد الكوكب بالاحتراق
ومنذ اتفاق باريس للمناخ في العام 2015 (كوب 21)، يضيف العالم ما معدله 11 بالمئة من المنشآت الجديدة للطاقة المتجددة كل عام، والتي تراجعت تكاليفها.
وسُجّلت في العام الماضي مستويات غير مسبوقة مع زيادة بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالعام 2022 (أكثر من 500 غيغاوات في العام 2023 وحده).