بيروت
هدد وزير إسرائيلي اليوم الثلاثاء، بشن حرب على لبنان على خلفية حرائق اندلعت بشمال إسرائيل، أسفرت عن إصابة 6 عناصر من الجيش الإسرائيلي نتيجة استنشاق الدخان.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إن “الحرائق في شمال إسرائيل دليل إفلاس واستمرار لسياسة الاحتواء وحان الوقت ليحترق لبنان”.
بدورها، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، بأن “الحرائق تلتهم منازل في كريات شمونة”، وذلك عقب عمليات صاروخية نفذها حزب الله ضد مواقع إسرائيلية مع استمرار “الاعتداءات” على أراضي جنوب لبنان.
وكان قد أعلن الجيش الإسرائيلي، عن سيطرة قواته على بؤر انتشار النيران شمال إسرائيل، عقب عمليات صاروخية لحزب الله ضد مواقع إسرائيلية في الشمال.
وأقر بإصابة 6 من جنود الاحتياط “جراء استنشاق الدخان إثر الحرائق شمال إسرائيل”.
وقال الجيش: “نتعاون مع الجبهة الداخلية وشعبة العمليات وقيادة الجبهة الشمالية لإخماد الحرائق”، مضيفاً “جرى زيادة عدد قوات الاحتياط والأدوات الهندسية في مسعى للسيطرة عليها”.
واندلعت حرائق واسعة النطاق في شمال إسرائيل ليل الإثنين–الثلاثاء، نتيجة لضربات بالصواريخ والطائرات المسيّرة وجهها “حزب الله” من جنوب لبنان، ما دفع الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى إجلاء من بقي من السكان في بلدات قريبة من الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه يتابع الحرائق عن كثب.
وأتت هذه الحرائق بعد إعلان “حزب الله” اللبناني، المدعوم من إيران، عن شنّ سلسلة عمليات هجومية الإثنين بالصواريخ والطائرات المسيّرة “الانقضاضية”، طالت مواقع عسكرية ومواضع انتشار للجنود الإسرائيليين في شمال إسرائيل.
وسجّل في الأيام الأخيرة ارتفاع خطير في منسوب التصعيد على جانبي الخط الأزرق، ويخشى ألا يمكن ضبط الوضع المتفجر منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، يوم إعلان “حزب الله” دخوله الحرب بحجة مشاغلة القوات الإسرائيلية، وتخفيف العبء العسكري عن غزة.
ومنذ بدء التصعيد، قُتل 453 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 88 مدنياً و293 مقاتلاً من “حزب الله”، وفق تعداد استندت فيه “فرانس برس” إلى بيانات “حزب الله” ومصادر رسمية لبنانية.
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكرياً و11 مدنياً.
في الأثناء، كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن أنّه “وصلت إلى بيروت في الأيام الماضية رسائل دبلوماسية تتضمن تهديداً بضربة إسرائيلية وشيكة على وقع المبادرة الأميركية لوقف الحرب على غزة والتصعيد على الحدود الجنوبية”.
وأفادت مصادر بارزة للصحيفة بأنّ “أغلب الموفدين الدوليين نقلوا تخوّفهم من جدية التهديد الإسرائيلي، لكن أبرز الرسائل أتت من الجانب البريطاني الذي حدّد موعداً للضربة الإسرائيلية منتصف حزيران الحالي، مع نصائح بضرورة القيام بإجراءات التموين اللازمة للحرب التي لن يكون معروفاً مدى رقعة توسّعها ولا مدتها الزمنية”.
وكان الوزير السابق وليد جنبلاط قال إنه سمع خلال زيارته الأخيرة للدوحة تخوّفاً قطرياً من النوايا الإسرائيلية تجاه لبنان، وعبّر المسؤولون القطريون أمامه عن قناعتهم بأن “إسرائيل لا تريد وقفاً لإطلاق النار في غزة”، رغم المحاولات الأميركية للتوصل إلى اتفاق.
كذلك، نقلت جهات عربية على صلة بالمفاوضات الجارية بشأن غزة، عن مسؤولين إسرائيليين أن حزب الله يضغط بقوة في الجبهة الشمالية وأن إسرائيل لا يمكنها تحمّل هذا الضغط، وهناك طلبات كثيرة من الجيش ومن المستوى السياسي بضرورة القيام بعمل ردعي كبير ضد “حزب الله” والحكومة اللبنانية.