دمشق
اكتشفت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية أجهزة تجسس إسرائيلية وصلت إلى سوريا أواخر نيسان/أبريل الماضي عبر ميناء اللاذقية ومعبر المصنع الحدودي مع لبنان، داخل شحنة مستلزمات طاقة شمسية، وفق ما ذكرت قناة تلفزيونية معارضة.
وبحسب القناة عُثِر على أجهزة تجسس على الإشارات اللاسلكية داخل عاكسات تيار كهربائي (Inverter – إنفرتر) من إنتاج شركات Bluesun وRomex وMust الصينية، وجميعها شركات متخصصة بصناعة أنظمة الطاقة الشمسية والهوائية ومستلزماتها، وتعمل في أسواق قرابة 180 دولة حول العالم، بحسب ما تعرف نفسها على مواقعها الإلكترونية الرسمية.
ونقلت القناة عن مصادر (لم تسمّها) بسبب مخاوف أمنية، أن أجهزة التنصت التي عثر عليها تعمل على اختراق إشارة وترددات أجهزة الاتصال الراديوية والماكروية كالمستخدمة في الاتصالات العسكرية والأمنية في سوريا.
وذكرت عن ذات المصادر التي وصفتها بأنها “مطّلعة”، أن أجهزة التجسس الإسرائيلية المتغلغلة داخل معدات أنظمة الطاقة الشمسية تم اكتشافها مصادفة عندما قررت مختبرات لجنة فحص جودة أنظمة الطاقة الشمسية في دمشق إخضاع الشحنة للفحص.
وأضافت أن اللجنة اكتشفت وجود أجهزة تجسس وتنصت على الاتصالات الخليوية والراديوية، لتبلغ على الفور أجهزة النظام الأمنية بمحتويات بعض العيّنات.
وبحسب القناة أنها ليست المرة الأولى التي تدخل فيها هذه البضائع إلى سوريا، مضيفة أن كل شحنة كان يتم أخذ عيّنات عشوائية منها وإجراء اختبارات الجودة عليها للتأكد من أن قدرتها مطابقة تماماً للمواصفات المسجلة على كل منها، ومن ثم إضافة لصاقات ليزرية صادرة عن اللجنة تؤكد مطابقة المواصفات الفنية واستيفاءها لأجور الفحص والرسوم الجمركية.
وذكرت أن إسرائيل تستخدم جميع الوسائل التجسسية المتاحة لها ومن بينها زراعة أجهزة تجسس في أنظمة الطاقة الشمسية لاختراق أنظمة الاتصال وبالأخص الاتصالات الإيرانية والمراقبة الحثيثة للوجود العسكري الإيراني وصولاً إلى جمع المعلومات الاستخبارية التي تفيد جهاز الموساد والجيش الإسرائيلي سواء في الوقت الحالي أو المستقبل البعيد، ومن ثم توظيفها في ضرب الأهداف الإيرانية على الأرض السورية.
وبحسب القناة المعارضة أن فرع الأمن العسكري بالاشتراك مع الإدارة العامة للجمارك نظّم حملة مشتركة لمصادرة البضائع من المستودعات ومحال البيع بالتجزئة والتفرقة، إضافة إلى ملاحقة المستوردين وأصحاب المعارض والوكالات واعتقالهم للتحقيق معهم في القضية.
وخلال الحملة، اعتُقل عامر يحيى شربجي واثنان من أشقائه، بعد العثور على أجهزة تجسس داخل أنظمة طاقة شمسية استوردها مؤخراً من لبنان لتشغيل منتجع “الفصول الأربعة” الذي يملكه، إضافة إلى مصادرة المستوردات.
واعتقل أيضاً شادي نصر، بعد العثور على الأجهزة ذاتها ضمن بضائع استوردها والده حكمت نصر المقرب من رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء سابقاً وفيق ناصر، كما جرى مداهمة مستودعين وصالة مبيع في صحنايا، في حين تمكن المستورد من مغادرة سوريا، ما يشير إلى علمه المسبق بوجود معدات التجسس داخل بعض البضائع، طبقاً للمصادر المطلعة.
وصادرت الدوريات المشتركة مستودعاً لعبد الله نشواتي في منطقة الفحامة، ومستودعاً لابنه محمد خير عبد الله نشواتي بالقرب من جديدة عرطوز، وكلاهما تربطهما علاقات مع العقيد في مكتب أمن الفرقة الرابعة أحمد خير بيك والذي يسهّل مرور المستوردات عبر الحدود وداخل الأراضي السورية.
وبحسب المصادر، فإنّ الحملة استهدفت أيضاً مستودعين، أحدهما يقع على طريق المعضمية – عرطوز والآخر في صحنايا، وصادرت جميع محتوياتهما قبل اعتقال مالكهما زياد عبيد على الحدود اللبنانية السورية، مضيفة أنّ عبيد تربطه علاقة شراكة تجارية وعقارية برئيس مكتب أمن الفرقة الرابعة غسان بلال.
ويواصل فرع الأمن العسكري حملته الأمنية بعد مرور نحو شهر على اكتشاف الاختراق الإسرائيلي للشحنات المستوردة إلى سوريا من خلال اعتقال موزعين وبائعين ووكلاء تجاريين يعملون لصالح المستوردين للأنظمة الكهروضوئية الصينية في محافظات دمشق وريف دمشق وحمص وحماة واللاذقية، في حين أُطلق سراح معظم الموقوفين عقب التحقيق معهم لمدة تراوحت بين أسبوع واحد وأسبوعين، باستثناء الشركاء التجاريين للمستوردين أو ممن تربطهم علاقة قرابة من الدرجة الأولى والثانية.
وتلجأ الاستخبارات الإسرائيلية إلى التجسس على خصومها بأساليب مختلفة للحفاظ على رصيدها المعلوماتي من خلال نشر أجهزة صغيرة الحجم وبأعداد كبيرة ليكون من الصعب العثور عليها وإبطال فعاليتها، كما حصل في غزة بعد تدمير أبراج التجسس في منطقة الغلاف.