بروكسل
قال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، ديفيد كاردن، أمس الجمعة، إن نقص التمويل الإنساني له عواقب وخيمة على شمال غربي سوريا.
وأضاف كاردن في حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، أن المساعدات الإنسانية التي يتم تقديمها لمن هم في أمس الحاجة إليها في شمال غربي سوريا لا تتعلق بالاحتياجات المادية والأساسية للناس فحسب، “بل تتصل أيضا بالحماية وضمان شعورهم بالسلامة والأمن، حتى يتمكنوا من إعادة بدء حياتهم وأن يعيشوا في سلام”.
وأشار كاردن إلى أن الزيارات التي قام بها إلى المنطقة، وبلغ عددها أكثر من 25 زيارة منذ توليه منصبه وكان آخرها منذ أسابيع، كانت “فرصة جيدة جداً لتمكيننا من الانخراط بشكل مباشر مع المجتمعات هناك، وخاصة المنظمات التي تقودها النساء والأسر التي ترأسها نساء، ولتحسين التنسيق وضمان وجود مراقبة أفضل لبرنامج المساعدات”.
وكان كاردن حاضراً لمؤتمر بروكسل السنوي الثامن حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة والذي وصفه بأنه كان “مهماً جداً” لتسليط الضوء على احتياجات الشعب السوري بعد 13 عاماً من الأزمة.
ونبه إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا لعام 2024، والتي تهدف إلى جمع أكثر من أربعة مليارات دولار، “تلقت حتى الآن أقل من 10 في المائة مما هو مطلوب، ولاحظنا على مدى السنوات القليلة الماضية انخفاضا في التمويل المخصص للأزمة السورية. قبل عامين، تلقينا أكثر من نصف ما تم طلبه فقط و39 في المائة في العام الماضي”.
وأضاف أن نقص تمويل خطة الاستجابة الإنسانية “له عواقب حقيقية على حياة الأشخاص الأكثر ضعفاً في سوريا، بما في ذلك شمال غربي البلاد”، مضيفاً أنه “إذا لم يتم تلقي التمويل، فسوف تغلق 160 منشأة صحية بحلول نهاية حزيران/يونيو”.
وتحدث عن “أهمية مشاريع التعافي المبكر” بما فيها مشاريع المياه والصرف الصحي، وإزالة الألغام، وإعادة تدوير الركام الناجم عن الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا في 2023، إضافة إلى دعم المزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة.
وأضاف المسؤول الأممي: “لدينا أكثر من 7 ملايين شخص نزحوا في جميع أنحاء سوريا، حوالي 3.5 مليون منهم في شمال غربي سوريا. وهناك 16.7 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية، وهو أعلى رقم على الإطلاق”.
وأشار إلى أنه بالنسبة للنازحين في شمال غربي البلاد، “هناك 800 ألف شخص يعيشون في خيام وحوالي مليوني شخص في ملاجئ غير رسمية، وهؤلاء الناس ما زالوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية. إنهم بحاجة إلى مساعدات غذائية، وإلى الأساسيات لضمان قدرتهم على البقاء. وبعد 13 عاما من الأزمة، يحتاجون أيضا إلى الدعم لتمكينهم من الوقوف على أقدامهم مرة أخرى”.
وقال: “في العام الماضي، تمكنا من الوصول إلى 2.5 مليون شخص بشكل منتظم من خلال المساعدات الإنسانية. وفي هذا العام، وبسبب نقص التمويل، انخفض هذا العدد إلى مليون شخص”.
ونبه كاردن إلى أن “نقص تمويل خطة الاستجابة الإنسانية له عواقب حقيقية على حياة الأشخاص الأكثر ضعفاً في سوريا، بما في ذلك شمال غربي البلاد. إذا لم يتم الحصول على التمويل، فسوف تغلق 160 منشأة صحية بحلول نهاية حزيران/يونيو”.