بيروت
عاش جنوب لبنان ليلة ساخنة، على وقع الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في عمق الجنوب، في مناطق تضربها أول مرة منذ تورط “حزب الله” في الحرب الدائرة في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فيما قالت القناة 14 الإسرائيلية أمس الجمعة، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعطى أوامره لقيادة جيشه بتوسيع ضرباتها على لبنان.
وسُجل الجمعة، تحليق مكثف للمقاتلات الإسرائيلية في أجواء الجنوب والبقاع اللبنانيين، وصولًا إلى مدينة بعلبك، التي تعرضت مراراً لغارات إسرائيلية استهدفت مواقع لـ”حزب الله” وأخرى لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة” المدعومة من الحكومة السورية، في بلدة قوسايا البقاعية، آخرها الخميس.
وتكررت أمس في الجنوب مشاهد غزة، إذ أسفرت الغارات الإسرائيلية بالطيران المسير على بلدة عدلون الجنوبية عن دمار واسع النطاق، ومصرع مواطنة لبنانية وجرح أربعة مواطنين آخرين.
كذلك، أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة عين قانا، ما أسفر عن قتيل وجريح، ثم على بلدة الخيام مستهدفاً متجراً كبيراً فيها، ما أدى إلى اندلاع حريق فيه. ونسب إعلام محلي لبناني إلى مواطنين في الخيام قولهم إنهم لم يسمعوا انفجار الصواريخ التي وصفوها بأنها “حارقة”.
كذلك، سجل في وقت متأخر من ليل أمس طيران إسرائيلي مسيّر فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لـ “حزب الله”، وفوق الطريق الساحلي المؤدي إلى الجنوب، وخصوصاً منطقة خلدة، وفوق تلال بلدة عرمون، الواقعة جنوب شرق العاصمة.
وجاء هذا التصعيد بعد استهداف “حزب الله” موقع برانيت الإسرائيلي بالصواريخ، فيما دوت صفارات الإنذار في الجليل الأعلى، في شمال إسرائيل، ودعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية من بقي من المواطنين الإسرائيليين في كريات شمونة والمطلة، القريبتين من الحدود اللبنانية، إلى النزول للملاجئ المحصنة.
وقالت “القناة 12” الإسرائيلية إن الدفاعات الجوية اعترضت مسيَّرة أُطلِقَت من لبنان باتجاه مدينة عكا، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى إن “حزب الله” ركز قصفه بالصواريخ المصنوعة في إيران على مصنع “رفاييل” العسكري، التابع لهيئة تصنيع الوسائل القتالية الإسرائيلية، في منطقة حيفا، وقد نفّذ هجوماً بالمسيرات على منصّات القبة الحديدية في شمال إسرائيل.
وقال يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، تعليقاً على هذا الأمر، إن “حزب الله” تجاوز الخطوط الحمر، “وعليه أن يتلقى الضربات الآتية، وهو يجر شعباً بأكمله نحو الهلاك”.