بيروت
توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبنان بحرب ضروس بعد الفراغ من قطاع غزة. وقال اليوم الثلاثاء إنه ليس مستعداً لإنهاء هذه الحرب قبل تحقيق كل أهدافها.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن نتنياهو مستمر في تكثيف الضغط على حماس في غزة، وقال: “نحن نفعل ذلك ونقاتل بقوة في شمال القطاع ووسطه وجنوبه”.
وأضاف نتنياهو: “أسمع أصواتاً تنكر قدرتنا على تحقيق النصر، وأنا أقول لها إن الهدف هو هزيمة حماس وإعادة المختطفين”، واصفاً ما يحصل في رفح بـ “الحادث المأسوي”.
ووسط إندفاع إسرائيلي في رفح، وعلى وقع توتر مع مصر بعد مقتل جندي من حرس الحدود المصري برصاص إسرائيلي، توجه نتنياهو إلى الحدود الشمالية متفقداً وحدات جيشه التي كانت تنفذ مناورات بالذخيرة حية في الأيام الماضية، تحاكي توغلاً برياً في لبنان. ورافق هذه الزيارة تحليق كثيف للمقاتلات الإسرائيلية فوق الجنوب اللبناني.
وخلال هذه الزيارة الميدانية، وعد نتنياهو سكان الشمال الإسرائيلي، بالعودة إلى منازلهم قبل أيلول (سبتمبر) المقبل، اي قبل بداية العام الدراسي المقبل.
ويذكر أن الإعلام الإسرائيلي يقول إن أكثر من ألف مبنى في قرى الشمال وبلداته قد تضررت بنسب متفاوتة منذ بداية العمليات العسكرية في 8 تشرين الاول (أكتوبر) 2023، بفعل صواريخ “حزب الله” اللبناني.
ونقلت صحيفة “النهار” اللبنانية اليوم الثلاثاء عن جهات دبلوماسية غربية مطلعة قولها إن لبنان سيواجه حتماً حرباً إسرائيلية شرسة وصعبة، “ستبدأ بعد وقف الحرب في غزة، بهدنة أو بوقف إطلاق نار أو بانتهاء الحرب”، ما يذكر بوعيد نتنياهو المستمر.
ولفتت هذه المصادر إلى أن هدف الحرب لن يكون المنطقة الواقعة بين الحدود الجنوبية مع إسرائيل ونهر الليطاني في لبنان، “بل سيكون العمق الجنوبي واللبناني ليشمل العاصمة بيروت ومطارها وضاحيتها الجنوبية، ولن تسلم بنىً تحتية عدّة في مناطق مختلفة”.
وكان بني غانتس، عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، قد زار شمال إسرائيل قبل أيام، وقال لضباط جيشه وجنوده: “استعدوا من الآن لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم آمنين بحلول الأول من أيلول (سبتمبر)، بقوة الحرب أو بالترتيبات الأمنية”، علماً أن الموفد الأميركي آموس هوكستين يربط عودته إلى المنطقة واستئنافه مساعيه الديبلوماسية بتوقف الحرب في غزة وفي جنوب لبنان، على الرغم من أن الإدارة الأميركية تقول إن في جعبته خطة متكاملة لترتيب الوضع على ضفتي الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل.
يذكر أن إسرائيل تطالب بإبعاد “حزب الله” 40 كيلومتراً عن حدودها، إلى ما بعد نهر الليطاني في جنوب لبنان، بحجة أن هذا هو الحل الذي يطمئن سكان شمال إسرائيل، كي يعودوا إلى بيوتهم التي غادروها في 8 أكتوبر الماضي.