واشنطن
شنّ المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، هجوماً شرساً على خصومه السياسيين، حيث استغل المناسبة ليصف مناوئيه بأنهم “حثالة بشرية”، في مناسبة “يوم الذكرى” الذي تحيي فيه الولايات المتحدة ذكرى جنودها القتلى.
ونشر الرئيس الجمهوري السابق على منصته “تروث سوشال” مساء الإثنين، منشوراً وُصف بأنه “قاسي” في حق من يصنفهم على أنهم خصومه.
وتزامن هجوم ترامب، مع تكريم الأميركيين لجنودهم الذين سقطوا في ساحات المعارك والحروب السابقة بزيارة قبورهم ولقاء أفراد العائلة والأصدقاء على موائد الطعام.
ومن بين من شملهم الهجوم القضاة الذين يشرفون على القضايا المرفوعة ضده، سواء تلك المدنية المتعلقة بالاعتداء الجنسي والاحتيال، أو الجنائية التي تتهمه بشراء صمت نجمة إباحية ومحاولة قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية.
وتمنّى ترامب، في منشوره “يوم ذكرى سعيد للجميع، بما في ذلك الحثالة البشرية التي تعمل بجهد كبير لتدمير بلدنا الذي كان عظيماً في السابق”، حسب قوله.
كما وصف أحد القضاة بأنه “أحمق”، وطاول هجومه أيضا الكاتبة الصحافية السابقة إي جين كارول التي ربحت دعوى ضده مع تعويض بمبلغ 88 مليون دولار في قضية اعتداء جنسي.
وفي تعليق منفصل، نشر ترامب صورة لنفسه وهو يؤدي التحية لقبر مغطى بالعلم الأميركي، مرفقة بتعليق “لا يمكننا استبدالهم أبداً.. لا يمكننا أبداً رد الجميل لهم، لكن يمكننا أن نتذكرهم دائماً”.
إلا أن هذا التعليق لم يشفع له، فقد أثارت كلماته موجة انتقادات عارمة من قبل أنصار الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن.
لا سيما أن لهجة ترامب الحادة أتت متناقضة جداً مع التعليقات التي أدلى بها بايدن في هذه المناسبة خلال زيارته السنوية إلى مقبرة أرلينغتون الوطنية قرب واشنطن، أمس الإثنين.
إذ قال بايدن في كلمة إن المقبرة تضم رفات جنود قتلوا في جميع الحروب التي خاضتها البلاد، بدءً من الحرب الأهلية بين عامي 1861 و1865، مروراً بالحربين العالميتين في أوروبا ووصولاً إلى حربي العراق وأفغانستان في عصرنا الحالي.
وأضاف: “اليوم نشهد على الثمن الذي دفعوه”، لافتاً إلى أن “كل شاهد قبر أبيض على هذه التلال، في كل مقبرة عسكرية وساحة كنيسة في جميع أنحاء أميركا هناك والد ووالدة وابن وابنة وأخ وأخت وزوج وجار”.
وسبق لترامب الذي يتقدم في العديد من استطلاعات الرأي بينما يستعد لمواجهة بايدن في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، أن وصف اليساريين الأميركيين بـ”الحشرات”، والمهاجرين الذين يعبرون الحدود من المكسيك بأنهم “يسممون دماء البلاد”.
ومنذ أشهر تستعر المواجهات الكلامية بين المرشحين البارزين، إذ تبادلا ولا يزالان شتى أنواع الانتقادات التي وصلت أحياناً كثيرة حد الشتيمة.