خاص- ربى الحايك/دمشق
تتقاسم المخرجة السورية رشا شربتجي النجومية في كل عام مع أبطال المسلسلات الدرامية بالنسبة إلى جمهورها ومحبيها، فأصبح الجمهور ينتظر ما يمكن أن تقدمه بعد النجاح الكبير الذي حققته في عالم الدراما، وها هي تقف في الصفوف الأولى دائماً باختيارها النصوص التي تخرجها، وبأسلوبها الذكي وطريقتها المختلفة في تحويل النص إلى لغة بصرية متميزة ومتفردة.
وكما تميزت في العام الفائت في مسلسل “ولاد بديعة”، وقبله في “كسر عضم” والكثير من الأعمال التي تسكن ذاكرة الجمهور، فهي ومنذ الأيام الأولى لشهر رمضان، ومنذ عروض الحلقات الأولى للمسلسلات، يحقق مسلسلها “نسمات أيلول” نسبة مشاهدات واسعة.
في هذا اللقاء، تتحدث شربتجي لصحيفة “963+” عن مسيرتها الفنية:
بداية نبارك لكِ الأصداء الأولى الكبيرة لمسلسل “نسمات أيلول” ونتابع على مواقع التواصل الاجتماعي تعلق الجمهور به منذ الحلقات الأولى. كيف تستقبلين هذه الأصداء؟
انتظار رأي الجمهور ومحبته لأي عمل هو الهدف الرئيسي لكل من يعمل في الدراما، وبالطبع سعادتي لا توصف بمحبة الجمهور الذي نتوجه إليه دائماً، ونشعر أمامه أننا في امتحان عند عرض المسلسلات. وبالنسبة إلى مسلسل “نسمات أيلول” ففي الحقيقة أحببت المسلسل منذ قراءته الأولى، وحملتُ انطباعاً أنه يحمل خطورة لأن الجمهور وبالرغم من أنه قد يكون مشتاقاً لأجواء العائلة والضحكة والكادر الجميل، لكن دائماً الكوميديا تشعرنا بالخطورة من ردة الفعل العامة. ومع أنني كنت أشعر بالحماسة للعمل، لكنني لم أتوقع أن يحقق هذا الصدى، لأنني أشعر بالتخوف دائماً من رأي الجمهور. الحمد لله، استطعنا أن نخفف عن الجمهور ونمنحه ابتسامة وسط هذا الوجع الذي يعيشه.
بماذا تعدين الجمهور في الحلقات المقبلة؟
المسلسل عبارة عن حلقات منفصلة – متصلة، كل حلقة تحمل حدثا مختلفاً، وتتناول قصة مغايرة، وسيكون الجمهور في الحلقات المقبلة أمام أمور غير متوقعة، وأحداث ومضامين جيدة لجيل الشباب يمكنهم الاستفادة منها لما تحمله من أفكار جديدة ومتميزة.
العمل اجتماعي يحمل حس الكوميديا بطريقة عفوية وجميلة، وهي حالة صعبة في الدراما. إلى أي درجة شعرت بالخوف من التجربة؟
كما ذكرتُ سابقاً، حالة الخوف طبيعية في أي عمل، وهي تتزايد في الكوميديا. لدي إرث قوي من والدي الراحل هشام شربتجي “شيخ الكار”، إذ تميز بهذا اللون، لذلك راهنت على نجاح العمل، وعلى جهدنا وتعبنا، وشعرت أن بساطته مع شخصياته التي تشبهنا في بعض الأحيان، تستحق التجربة، فسعيتُ مع فريق العمل إلى الإضاءة على مشكلات الحياة اليومية بطريقة لطيفة غير مباشرة، والحمد لله مازلنا نرصد النتائج ونتمنى أن يستمر بحصد إعجاب الجمهور.
يتجه المسلسل إلى أن يصبح عملاً متفرداً في رمضان ويستمر إلى ما بعده لحاجة الجمهور إلى مثل هذه الدراما، وبسبب الطريقة التي يتم تقديمه بها ونعرف أن فترة التحضير بالنسبة لك من موقع وديكورات كانت الأصعب كيف تم الاعتماد على البيئة بشكل عام؟
كان الكاتب معين صالح يمدني بالتفاصيل حول المكان، وطبيعته، وتفاصيله، بالإضافة إلى أنني أمتلك علاقات كثيرة وقوية بالقرى الجبلية ساهمت في تشكيل رؤيتي للصورة، وفي “نسمات أيلول” أخذنا الجانب الساخر للعائلة. سأكشف لكم أنني فكرت بداية أن نعمل على اللهجة لكن الوقت والظروف لم يسعفانا بهذا، فاهتممت أن تكون القرية جميلة، ومتميزة، وألحيت على وجود مهندسة ديكور متميزة وهي عبير جمال التي أوجه لها التحية، كما أن مشاركة أخي يزن شربتجي طوال فترة التحضير والعمل، ومرافقته لي بكل الخطوات خلق بصمة إيجابية، ودماً جديداً، يضاف إلى هذه العوامل مدير التصوير والإضاءة محمد مغراوي ورائد صنديد، ومصمم الملابس حكمت داؤود، والمخرج المنفذ وسيم بدر وفي الإنتاج باسل عبد الله الذين قدموا أجواء رائعة، وأفكارا متجددة لخلق هذه الصورة الجميلة. وفي العودة إلى الكاتب علي معين صالح فأراه موهوباً جداً، ويجيد القراءة بين السطور، والبحث في تفاصيل الشخصيات بشكل ساخر، ويتميز في كتاباته على اختلافها وتنوعها، وفي “نسمات أيلول” استطاع أن ينجح بخفة دمه وملامسته للواقع فيخلق جو ساخر وطريف يحقق بصمة جيدة.
ينتظر الجمهور الأعمال التي تحمل بصمتك في كل عام. إلى أي درجة يشكل هذا الأمر تحدياً بالنسبة إليك؟
كانت فترة التحضير مهمة جداً، وأخذت وقتاً ومجهوداً وتعباً، فهذه الثقة والمحبة من الجمهور تشعرني بالتوتر عند بحثي عن عمل جديد لأبقى محافظة على الثقة والمحبة، وتشكل لي تحدياً كبيراً في خطواتي، وأعدهم أن أبقى عند حسن ظنهم بعيداً عن التكرار وتقديم كل ما هو جديد، من موضوعات تلامسهم، ولا تنفصل عنهم، وأن أبقى متنوعة ومتجددة.
“مطبخ المدينة” لم يكتمل. ماذا عنه؟ وما هي ملامحه؟
سيتم استئناف التحضير والتصوير بالعمل بعد عيد الفطر السعيد إن شاء الله.
ما طقوسك في رمضان؟
أحب شهر رمضان وطقوسه له ذكريات معي منذ طفولتي وشبابي في مصر الحبيبة، وأستذكر دائماً فوانيس وزينة رمضان، ودائماً أشعر بالفرح وأحب لمة العائلة على مائدة الإفطار وتبادل الزيارات. فهو بالنسبة لي شهر عائلي بامتياز، ويحمل البركة والخير.
ما هي أمنياتك اليوم على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد العام؟
على الصعيد الشخصي أتمنى من الله أن يمنحني الصحة، والقوة دائماً، وأن أكون قادرة على الوقوف والعمل، وأن أكون عند حسن ظن الجمهور بي. وعلى الصعيد العام أتمنى استقرار بلدي سوريا، وأن تكون قوية وغير مفككة، وهذا هو حلمي الأكبر اليوم.