واشنطن
أفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية اليوم السبت، أن تضارب مصالح تركيا وإسرائيل في سوريا قد يدفع بالعلاقة بينهما نحو مواجهة محتملة.
وقالت الوكالة في تقرير لها، إن “سقوط نظام بشار الأسد أدى لتفاقم التوترات بين إسرائيل وتركيا”، مشيرةً إلى أن الأخيرة التي دعمت لفترة طويلة الجماعات المعارضة للأسد، تدعو إلى سوريا مستقرة وموحدة تحت سلطة حكومة مركزية.
اقرأ أيضاً: بيدرسن يدعو لتشكيل حكومة انتقالية وإطار دستوري شامل في سوريا
وذكرت، أن “أنقرة رحبت بالاتفاق الذي وقعته الحكومة السورية هذا الأسبوع مع قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، والذي يهدف لدمج هذه القوات مع الجيش السوري”.
ولفت التقرير، إلى أنه “في المقابل، تحتفظ إسرائيل بشكوك عميقة تجاه رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، بسبب ارتباطه بجماعات إسلامية، كما أنها متوجسة من النفوذ التركي المتزايد في سوريا”.
وأشار، إلى أن “تل أبيب تفضل – على ما يبدو- استمرار حالة الانقسام في سوريا، خاصةً بعد أن أصبحت خلال حكم بشار الأسد، قاعدة انطلاق لإيران ووكلائها”.
وحذّرت أسلي أيدنتاسباس، الباحثة في معهد بروكينغز بواشنطن، من أن سوريا أصبحت ساحة لحرب بالوكالة بين تركيا وإسرائيل، وقالت: “ترى كل من أنقرة وتل أبيب بعضهما البعض كمنافسين إقليميين، وهذا الوضع يشكل ديناميكية خطيرة جداً، إذ يوجد تصادم واضح بين المواقف التركية والإسرائيلية بشأن مستقبل البلاد”.
وبحسب الوكالة، فإن “تحليلات تشير إلى أن إسرائيل قلقة من توسيع تركيا لحضورها العسكري داخل سوريا، حيث نفذت أنقرة منذ عام 2016 عمليات عسكرية في الشمال السوري”.
اقرأ أيضاً: واشنطن: لن ننشر قواتنا في سوريا لكن نعرف كيف نحمي الأقليات
من جانبه، قال نمرود غورين، رئيس معهد “ميتفيم” الإسرائيلي للسياسة الخارجية لـ”أسوشيتد برس”، إن إسرائيل على عكس تركيا، التي تدعم سوريا قوية وموحدة، تفضل بقاء البلاد مجزأة، معتبرة أن ذلك يعزز أمنها القومي.
وأشار غورين إلى أن “تل أبيب تشعر بالقلق إزاء أحمد الشرع وعلاقاته بالإسلاميين، وتخشى أن يؤدي تزايد قوته إلى “تهديد جهادي” على حدودها الشمالية”.
ومن جانبه، أشار معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، الذي يرأسه مسؤول سابق في الاستخبارات العسكرية، إلى أن إسرائيل قد تستفيد من التواصل مع تركيا، باعتبارها القوة الإقليمية الوحيدة التي تملك نفوذًا حقيقياً على القيادة السورية، وذلك للحد من خطر اندلاع صراع عسكري بين إسرائيل وسوريا.