بيروت
تظاهرت مجموعة من اللبنانيين أمام مقر انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في النسخة الثامنة من مؤتمر بروكسل لدعم اللاجئين السوريين، بدعوة من “حزب القوات اللبنانية”.
وغرّد بيار أبو عاصي، النائب اللبناني عن الحزب المذكور، على حسابه بمنصة “أكس” قائلاً: “خلال المشاركة بالتجمّع اللبناني في بروكسل، أتوجه برسالتين: الرسالة الاولى للوفد اللبناني الرسمي في مؤتمر بروكسل، إبقوا أوفياء للإجماع الوطني اللبناني بضرورة عودة السوريين غير الشرعيين الى بلادهم، فلبنان لا يحتمل وجود هذا العدد من غير اللبنانيين”.
وأضاف أبو عاصي: “الرسالة الثانية الى المانحين وعلى رأسهم الاتحاد الاوروبي وإلمانيا والولايات المتحدة، بضرورة وقف الدعم كلياً للنازحين السوريين في لبنان”.
ومعروف أن “حزب القوات اللبنانية” يتصدر المشهد الداعي إلى إعادة اللاجئين السوريين من لبنان إلى سوريا، على الرغم من تأكيدات الاتحاد الأوروبي بأن شروط عودتهم الآمنة إلى بلادهم لم تتوافر بعد، وعلى الرغم من المساعدات المالية الجزيلة التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للبنان، بصفته بلداً يستضيف لاجئين سوريين.
الكراهية بدأت!
وكان ريشار قيومجيان، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب نفسه، قد أكد اليوم الإثنين في مقابلة صحافية المطالب المرفوعة إلى المجتمعين في بروكسل، وهي: “الاعتراف بوجود مناطق آمنة في سوريا، إما خاضعة للحكومة أو للمعارضة؛ تقديم المساعدات للسوريين في بلادهم والتوقف عن ذلك في لبنان؛ لا يحق لأحد الاعتراض على قرار لبنان تطبيق قوانينه في العمل والإقامة وترحيل المخالفين”، مؤكداً ألا وجود لأي خطاب كراهية ضد السوريين.
إلا أن مرافقين اثنين للنائب عن “حزب القوات اللبنانية” أديب عبد المسيح متهمان بالاعتداء بالعصي على شابٍ سوريّ (17 عامًا) في بلدة كفرصارون بمنطقة الكورة بشمال لبنان، في يوم السبت 25 أيار/مايو الجاري، ما استدعى نقله سريعاً إلى المستشفى. وقال الشاب السوري في إفادته لاحقاً إن أحد الرجلين وضع سلاحه الحربي في فمه.
وعلّق عبد المسيح على الحادثة بالقول إنه “عراك شخصيّ”، نافيًّا أي مسؤولية له أو لحزبه عما بدر من مرافقيه من تصريف عنيف، ورافضاً تسييس هذا الإشكال الفردي.
إخلاءات بالجملة
ويذكر أن بلدة ددة بمنطقة الكورة شهدت في 22 مايو الجاري إخلاء مجمع “الواحة” للاجئين السوريين بعدما داهمته قوى الأمن الداخلي، وعملت على إخلاء القاطنين فيه قسراً، وكان عددهم نحو 1500 لاجئ، تنفيذاً لإنذار وجهه رمزي نهرا، محافظ الشمال في لبنان، إلى السوريين ببلدة آسيا في البترون بوجوب مغادرتهم في مدّة أقصاها عشرة أيام تحت خطر الإخلاء القسريّ.
وحضر وفد لبناني رسمي في مؤتمر بروكسل حاملاً مطلباً واحداً وهو تفهم الاتحاد الأوروبي قرارته بحقّ اللاجئين، تحت شعار “تنظيم الوجود السّوريّ”، علماً أن الأمن اللبناني نفذ تزامناً مع المؤتمر حملة مداهمات واسعة طالت مساكن للاجئين السوريين في بلدات ضهر الأحمر ومزارع جب فرح وبيت لاهيا والرفيد في البقاع اللبناني، واعتقل نحو 49 لاجئاً سورياً وصادر ممتلكاتهم، ثم سلّم 39 لاجئاً منهم للحكومة السورية.