بيروت
اتهمت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الإثنين، إسرائيل، بارتكاب “مجزرة” باستهدافها مركزاً للنازحين قرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مجمعاً لـ”حماس” لتصفية قياديين في الحركة.
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان إن “ارتكاب إسرائيل لهذه المجزرة البشعة هو تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية”، متهمة القوات الإسرائيلية بـ”استهداف… خيام النازحين في رفح بشكل متعمد” وفق وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب).
وأعلنت وزارة الصحة التي تديرها “حماس” مقتل 35 شخصاً على الأقل وإصابة عشرات آخرين في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مركز النازحين في حي تل السلطان.
أما الدفاع المدني في غزة فقال إن “القصف الإسرائيلي أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 50 شخصاً بين قتيل وجريح في منطقة نزح إليها 100 ألف شخص”.
لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه “قتل في القصف قياديَّين في حماس”، لافتاً إلى أنه على علم بتقارير تفيد بتضرر مدنيين.
وذكر الجيش في بيان أنه “قبل فترة قصيرة قصفت طائرة للجيش الإسرائيلي مجمعاً لحماس في رفح”، ما أسفر عن مقتل، ياسين ربيع، وخالد النجار، وكلاهما من كبار المسؤولين في حماس.
وأكد أن ربيع والنجار كانا مسؤولين عن أنشطة “حماس” في الضفة الغربية، بما في ذلك “التخطيط لشن هجمات وتحويل أموال، في حين كان النجار يدير أيضاً أموالاً مخصصة لعمليات الحركة في غزة”.
وأضاف أن “الضربة نفذت ضد أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي، من خلال استخدام ذخائر محدّدة وعلى أساس معلومات استخبارية دقيقة تشير إلى استخدام حماس للمنطقة”.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية إن “15 قتيلا نقلوا إلى منشأة تدعمها”.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أحد مستشفياتها الميدانية في رفح يستقبل “تدفقاً من المصابين الذين يبحثون عن رعاية للإصابات والحروق”، وذكرت أن مستشفيات أخرى تستقبل أيضاً عدداً كبيراً من المصابين.
وشن الجيش الإسرائيلي غارات في مناطق مختلفة من رفح ليل الأحد حسبما قال شهود لوكالة (ا ف ب).
وذكر مستشفى الكويت التخصصي أنه استقبل جثث ثلاثة أشخاص، بينهم حامل.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أنه “يعارض بشدة” إنهاء الحرب في قطاع غزة الذي لا يزال تحت القصف منذ أكثر من سبعة أشهر، في حين يعقد اجتماعا مع أعضاء حكومة الحرب في سياق جهود دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى هدنة.
ويأتي ذلك فيما دوت صفارات الإنذار في تل أبيب وفي وسط البلاد، وأشار الجيش إلى أن ثمانية صواريخ على الأقل أطلقت في اتجاه المدينة من رفح موضحاً أن “الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت عددا” منها.
وأعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” الفلسطينية، إطلاقها “رشقة صاروخية كبيرة” في اتجاه تل أبيب.
إثر ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته الجوية شنت غارات على رفح.
وقال إن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت بُعيد ذلك “قاذفة الصواريخ التي كانت موجودة قرب مسجدين في منطقة رفح”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت نهاية الأسبوع الماضي، بأن رئيس الموساد ديفيد برنيع توصل إلى اتفاق مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حول إطار جديد للمفاوضات خلال لقاء في باريس.
المؤسسة الأمنية الإسرائيلية “تبدي مرونة” بشأن وقف النار بغزة
كما تواصل مصر جهودها لإعادة تنشيط المفاوضات، بحسب ما نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من الاستخبارات المصرية، بينما يُتوقع أن يلتقي مسؤولون قطريون وفدا من حماس خلال الأيام المقبلة، حسب موقع “أكسيوس” الأميركي.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه “منخرط في ديبلوماسية طوارئ” في محاولة للتوصل إلى وقف للنار والإفراج عن الرهائن.