تأثرت مدينة حلب التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لسوريا بالحرب الدائرة في البلاد خلال السنوات الماضية، حيث تعرضت الكثير من المعامل والمنشآت الصناعية والتجارية المتواجدة في المدينة وريفها للدمار أو السرقة أو التوقف عن العمل، وبعد سقوط النظام المخلوع عادت عجلة إعادة بناء ما دمرته الحرب لكن بوتيرة بطيئة، فكيف تبدو محافظة حلب الثقل الاقتصادي والتجاري للبلاد في الوقت الحالي؟.
اقرأ أيضاً: رئيس غرفة تجارة حلب لـ “963+”: سوريا بيئة جيدة للاستثمار وهناك خطط قريبة للنهوض بالتجارة – 963+
نهضة مشروطة
استطاعت محافظة حلب شمالي سوريا أن تجذب عدد من التجار وأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين بعد سقوط النظام المخلوع، ولقربها من الحدود مع تركيا كانت حصة التجار الأتراك من الزيارات الميدانية للمدن الصناعية هي الأكبر.
وقال رجل الأعمال السوري عمر بازرباشي والمقيم في لندن، في تصريحات للعدد العاشر من صحيفة “963+”، إن “نهضة حلب مجدداً تحتاج فترة زمنية تمتد إلى نهاية العام الجاري حتى تكون واضحة، خاصة أن هناك العديد من الصناعيين عادوا وبدأوا بترميم معاملهم وورشهم، وعند الانتهاء من هذا الترميم سينتهي سيبدأ الإنتاج”.
وأضاف، أن “عمليات الترميم اليوم لا تحتاج لإجراءات معقدة من الموافقات التي كانت سابقاً، وهذا الأمر الذي يشجع التجار المغتربين للعودة”، كما أكد بازرباشي على ضرورة تنفيذ الحكومة الكثير من الأمور للنهوض بالقطاع الصناعي في حلب خلال الفترة المقبلة أهمها “الأمان والاستقرار الأمني، وإصدار قرارات خاصة بالاستثمار وإعادة الإعمار التجاري وليس فقط العمراني”.
ويتفق الصناعي نوري الصيني والمقيم في حلب مع بازرباشي قائلاً: “رأس المال بحاجة إلى بيئة مستقرة أمنياً ما يزيد من رغبة التجار في إعادة العمل مجدداً. حيث أن معظم الورشات المتوسطة عادت للعمل، لكن طلب البيع قليل وهو ما يعود إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطن السوري بشكل عام، خاصة أن الطعام والشراب يعتبر أولوية بالنسبة له”.
وبين الصيني في العدد العاشر من صحيفة “963+”، أن “الحركة الصناعية بدأت تعود تدريجياً إلى مدينة حلب، يضاف إلى ذلك إعادة إعمار بعض الأبنية في الوقت الحالي وهو أمر مبشر خاصةً بعد سنوات من الحرب والدمار”.
وأعلنت محافظة حلب على موقعها الرسمي قبل أيام، عن عودة 960 منشأة في المدينة الصناعية (الشيخ نجار) للعمل مجدداً، مؤكدة بأن هناك الكثير من المعامل قيد الترميم وستبدأ عملها خلال الفترة القريبة المقبلة.
اقرأ أيضاً: مصرف سوريا المركزي يخفّض سعر الليرة أمام الدولار إلى 11000 – 963+
خطوات ضرورية
يشير بازرباشي، إلى العديد من الخطوات التي يجب أن تتبعها الحكومة السورية من أجل إنعاش الحركة الاقتصادية في حلب بينها حماية المنتج المحلي ودعمه، وهي خطوة يجب أن تكون سريعة لأجل الحفاظ على العمل وتطويره وتشغيل المزيد من اليد العاملة إلى جانب تقديم إعفاءات كبيرة للصناعيين في الفترة الأولى من العمل كخطوة لدعم الصناعة الحلبية، وذلك سيشجع كل رجال الأعمال السوريين للعودة”.
ويتابع: “كل ما أصدرت الحكومة المزيد من التسهيلات سيكون هناك إقبال كبير من الصناعيين ورجال الأعمال على الاستثمار وإعادة تشغيل المنشآت والورش والمعامل في كافة المحافظات السورية بالتالي تحقيق تعافٍ مبكر”.
وبحسب تقرير نشرته منصة “الطاقة المتخصصة” حول سوريا قالت فيه إنه “تم تخريب 4626 كيلومتراً من الطرق و51 جسراً و66 برج اتصالات و72 محطة مياه وتدمير شبكات صرف صحي بطول 7393 كيلومتراً، مع تضرر ما يزيد على 50% من البنية التحتية لمنظومة الطاقة الخاصة بإنتاج النفط والغاز”.
بدوره، قال رئيس غرفة تجارة حلب، محمد سعيد شيخ الكار في العدد العاشر من صحيفة “963+”، إن “نسبة تعافي القطاع التجاري في حلب باتت تفوق 50%”، كما أن آلاف التجار سيعودون خلال الفترة المقبلة، وسيؤدي ذلك إلى إعادة تفعيل الكثير من المعامل والمتاجر التي توقفت في السابق”.
وأضاف: “لقد اجتمعنا مع المسؤولين في الحكومة ونقلنا لهم مطالب التجار التي تمحورت حول الطاقة والبيئة الآمنة، وسيكون هناك مشاريع قادمة ستوفّر الطاقة بسعر مناسب للجميع، وكذلك السماح للصناعيين المغتربين بجلب آلاتهم وإدخالها للبلاد دون رسوم جمركية”.
نشرت هذه المادة في العدد العاشر من صحيفة “963+” الأسبوعية والصادرة يوم الجمعة 9 أيار /مايو 2025.
لتحميل كامل العدد العاشر من الصحيفة النقر هنا: الصحيفة – 963+