طهران
توالت ردود الفعل من قادة دوليين وإقليميين، على خلفية مقتل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته أمير حسين عبداللهيان، ومسؤولين آخرين، إثر تحطم مروحية كانت تقلهم في منطقة جبلية بشمال غرب البلاد.
وعثرت فرق البحث في وقت مبكر من صباح الإثنين، على حطام متفحم للطائرة الهليكوبتر التي سقطت، عصر الأحد، وهي تقل رئيسي، بعد عمليات بحث مكثفة خلال الليل في ظروف جوية صعبة بالغة البرودة.
وأعلنت باكستان يوم حداد وتنكيس للأعلام، فيما عبر رئيس الوزراء، شهباز شريف، في منشور على منصة “إكس”، عن خالص تعازيه لإيران “الشقيقة”، نيابة عن “نفسه وعن الشعب والحكومة الباكستانية”.
وقال شريف: “الأمة الإيرانية العظيمة ستتجاوز هذه المأساة بشجاعتها المعتادة”.
بدوره، قال بيان لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن “العراق يعرب عن دعمه للشعب الإيراني والقادة الإيرانيين في هذا الحادث المأساوي”.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية، الإثنين، العثور على جثامين ضحايا حادث المروحية المنكوبة والتي كانت تقل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير حسين عبد اللهيان، وآخرين.
من جانبه، كتب رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، على موقع “إكس”: “أشعر بحزن عميق وصدمة شديدة بسبب الوفاة المأساوية للدكتور السيد إبراهيم رئيسي.. وستظل مساهمته في تعزيز العلاقات الثنائية بين الهند وإيران في الذاكرة دوماً. تعازي القلبية لعائلته وللشعب الإيراني. الهند تقف إلى جانب إيران في هذا الوقت الحزين”.
فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن “موسكو فقدت صديقين حقيقيَين بمقتل الرئيس الإيراني ووزير خارجيته”، كذلك عزا الرئيس الصيني بوفاة نظيره الإيراني ومرافقيه.
وعربياً، عزا الرئيس السوري بشار الأسد، إيران بوفاة رئيسها وكبار من مسؤوليها، وأبدى تضامنه مع طهران فيما وصفه بأنه “حادث أليم”.
وأعلن لبنان الحداد لثلاثة أيام على مقتل رئيسي وعبد اللهيان وأية الله هاشم ومالك رحمتي، والذين تفحمت جثثهم نتيجة احتراق الطائرة.
وتقدم أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بالتعازي إلى إيران “حكومة وشعبا”، وكتب على منصة “إكس”: “صادق التعازي للجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعباً في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والمسؤولين المرافقين في حادث المروحية الأليم”.
وبدوره، قال رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زيد آل نهيان، على “إكس”: خالص العزاء وعميق المواساة للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعباً في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي”.
وأضاف: “نؤكد تضامن الإمارات مع إيران في هذه الظروف الصعبة”.
كما أصدرت الرئاسة المصرية بياناً جاء فيه: “تنعى جمهورية مصر العربية بمزيد من الحزن والأسى الرئيس إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية لإيرانية”.
واستطرد: “الرئيس عبد الفتاح السيسي يعرب عن تضامن جمهورية مصر العربية مع القيادة والشعب الإيراني في هذا المصاب الجلل”.
ومن جانب آخر، حمّل وزير خارجية إيران السابق محمد جواد ظريف، أميركا مسؤولية مقتل الرئيس الإيراني بسبب العقوبات على بيع قطع غيار الطائرات لطهران.
والطائرة المحطمة هي مروحية أميركية من طراز “Bell 212″، وتشغّل إيران مجموعة متنوعة من طائرات الهليكوبتر في البلاد، وتجعل العقوبات الدولية من الصعب الحصول على قطع غيار لها.
ويعود تاريخ أسطولها الجوي العسكري إلى حدٍ كبير إلى ما قبل ثورة عام 1979.
وقُتل إلى جانب المسؤولين الكبار الأربعة، الطياران المسؤولان عن قيادة المروحية، وهما طاهر مصطفوي، ومحسن دريانوش، وهما برتبة عقيد.
وتولى رئيسي (63 عاماً) رئاسة إيران منذ 3 أعوام، خلف الرئيس المعتدل حسن روحاني، الذي كان هزمه في الانتخابات الرئاسية عام 2017.
وأعادت حادثة سقوط مروحية الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الأذهان إلى حوادث طيران قضى فيها العديد من الرؤساء والسياسيين البارزين في العالم سواء خلال القرن الماضي، أو في العقود الأخيرة.
وكانت مروحية رئيسي ضمن موكب من ثلاث مروحيات تقله برفقة مسؤولين آخرين، حيث كان قادماً من زيارة أجراها، الأحد، إلى محافظة أذربيجان الشرقية، دشن خلالها سداً برفقة نظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، على الحدود بين البلدين.
ويعد رئيسي من المحافظين المتشددين، وانتخب في 18 حزيران/يونيو 2021 في الجولة الأولى من اقتراع شهد مستوى امتناع عن التصويت قياسياً وغياب منافسين أقوياء.
وولد رئيسي في تشرين الثاني/نوفمبر 1960 في مدينة مشهد المقدّسة لدى الشيعة (شمال شرق)، وقضى معظم حياته المهنية في النظام القضائي، وتولّى مناصب أبرزها المدعي العام لطهران ثم المدّعي العام للبلاد ورئاسة السلطة القضائية اعتباراً من العام 2019.
واسم رئيسي مدرج في اللائحة الأميركية للمسؤولين الإيرانيين المتهمين بـ”التواطؤ في انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان”، وهي اتهامات رفضتها السلطات في طهران باعتبارها لاغية وباطلة.
أما عبد اللهيان (60 عاماً) فقد عينه رئيسي وزيراً للخارجية في يوليو 2021، وهو من أشد المؤيدين للفصائل الموالية لإيران في الشرق الأوسط، وكان قريباً من اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الذي قُتل في العاصمة العراقية عام 2020 بضربة أميركية.