برلين
بدأت المحكمة الإقليمية العليا الهانزية في مدينة هامبورغ بألمانيا، أمس الجمعة، محاكمة أحد عناصر مجموعة “الدفاع الوطني” التابعة للقوات الحكومية السورية، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وذكرت مواقع ألمانية تفاصيل عن المتهم، إذ أظهرت تسجيلات مصورة للدفاع الوطني “يسيء معاملة أشخاص من المعارضة في سوريا”، ومن خلال تلك المقاطع تم التعرف على المتهم البالغ من العمر 47 عاماً ويقيم في ألمانيا منذ سبع سنوات.
وتتهم النيابة العامة الاتحادية المتهم بأنه كان أحد قادة “الدفاع الوطني” بين عامي 2012 و2015، كما وجهت إليه اتهامات باعتقاله أشخاصاً تعسفياً في أحد أحياء العاصمة السورية دمشق، وإجبارهم على القيام بأعمال “السخرة”.
وصدرت، في 26 تموز/ يوليو 2023، مذكرة توقيف عن قاضي التحقيق لدى محكمة العدل الاتحادية، ليُقبض على المتهم في آب/أغسطس من العام ذاته، ولا يزال رهن الاحتجاز.
وبحسب بيان صادر عن مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني، فإنه تم في 26 من آذار/ مارس الماضي توجيه اتهامات أمام مجلس أمن الدولة التابع للمحكمة الإقليمية العليا في هامبورغ.
وأشار البيان إلى المتهم باسم “أحمد .ح” وهو متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وضد الأشخاص، وضد الممتلكات، وتشكل بعض السلوكيات المزعومة له جرائم بموجب القانون الجنائي الألماني.
وجاء في لائحة الاتهام، أنه منذ نيسان/أبريل 2011، على أبعد تقدير، استخدمت القوات الحكومية “العنف الوحشي بشكل متزايد ضد منتقدي السلطة في البلاد، ولعبت المخابرات السورية دوراً رئيسياً في ذلك، بهدف وقف حركة الاحتجاج بمساعدة قوات الأمن، في أقرب وقت، وترهيب السكان”.
وجرى لتحقيق هذه الغاية، “اعتقال معارضين حقيقيين ومعارضين مفترضين، وسجنهم وتعذيبهم وقتلهم، في كثير من الأحيان، وفي جميع أنحاء البلاد، دون أي أساس قانوني”، بحسب البيان.
وشارك المتهم، بحسب لائحة الادعاء، “باعتقال وقتل أشخاص معارضين، وفي مقر الفرع “227” نفذ العناصر عمليات قتل طالت ما لا يقل عن 47 مدنياً جرى إعدامهم في عمليات إعدام جماعية، بين 16 من أبريل و16 من تشرين الأول/أكتوبر 2013”.
وخلال تلك الفترة، كان “أحمد ح” ورفاقه يقيمون حواجز في منطقة التضامن جنوب العاصمة دمشق، ومواقع أخرى في المنطقة، ونشطت هذه القوات في اعتقال الأشخاص بشكل تعسفي ومن أجل ابتزازهم بالأموال، بشكل مباشر أو عبر أقاربهم، أو إجبارهم على العمل بالسخرة، أو تعذيبهم، بحسب البيان.
وشارك المتهم أيضاً بشكل شخصي في “إساءة معاملة المدنيين، وفي أحد الحوادث في 2013، ضرب رجلاً اعتقلته المجموعة الموالية للقوات الحكومية، وأمر آخرين من رفاقه بضرب السجين بوحشية، باستخدام أنابيب بلاستيكية لساعات”.
وقال المركز السوري للعدالة والمساءلة في بيان سابق، في أبريل الماضي، إن اعتقال المشتبه به (أحمد. ح) الملقب بـ “التريكس”، جاء بناءً على معلومات قدمها المركز الذي تلقى إفادة من أحد الشهود بأن أحد الجناة المنتمين إلى الدفاع الوطني التي كانت تنشط في منطقة التضامن جنوبي دمشق، مقيم الیوم في ألمانيا.
وأوضح ممثلو الادعاء الألماني في بيان، أن المشتبه به “مسؤول عن العديد من الضرب الوحشي للمدنيين، فضلاً عن حادثين منفصلين في 2012 و2015 أجبر خلالها المعتقلين على العمل تحت إطلاق النار ومن دون الحصول على الطعام والماء”.
ويُحاكم عدة سوريين في ألمانيا بشبهة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك محاكمة طبيب سوري في فرانكفورت، يُتهم بتعذيب السجناء في المستشفيات العسكرية في سوريا.