بيروت
أبلغت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مؤخراً، وزارة الصحة اللبنانية عزمها خفض الدعم للتغطية الصحية للاجئين في لبنان إلى النصف، وفق ما أفادت وزارة الصحة.
وقالت الوزارة إن مفوضية اللاجئين أعلنت الأسبوع الماضي عن خطط لخفض دعمها لتغطية الرعاية الصحية المقدمة للاجئين في لبنان إلى النصف، ومعظمهم من السوريين.
وذكرت الوزارة أن ممثل المفوضية في لبنان، إيفو فرايسن، أبلغ وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، “عن تقليص حاد في ميزانية المفوضية، بما فيها الميزانية المخصصة للصحة تحت وطأة الأزمات العالمية المتتالية في السنوات الأخيرة”.
وأضافت أنه “بموجب ذلك ستتدنى سقوف التغطية الصحية للاجئين السوريين المسجلين على لوائح المفوضية إلى النصف”.
وقال الأبيض أن هذا القرار “يأتي في توقيت صعب، نظراً للمرحلة المالية الدقيقة التي يمر فيها لبنان، الأمر الذي سينعكس سلباً على إمكانية حصول اللاجئين السوريين على الخدمات، وتالياً على المؤشرات الصحية”.
وشدد الوزير اللبناني على “ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته وتنفيذ وعوده والاتفاقيات الدولية ذات الصلة”، مشيراً إلى “أولوية إيجاد حل جذري لأزمة اللاجئين بتأمين عودتهم الكريمة إلى بلدهم”.
وسبق أن أعلنت مفوضية اللاجئين في لبنان أواخر العام الماضي، عن تخفيض دعم الرعاية الصحية الاستشفائية اعتباراً من مطلع العام الجاري، للاجئين المسجلين لديها رسمياً، مشيرةً إلى أنها ستعطي الأولوية بهذا التمويل المحدود إلى “التدخلات التي من المرجح أن تكون لها أكبر تأثير على المرضى”.
ونص إعلان المفوضية على أن اللاجئين يدفعون عند الدخول إلى المستشفى، نسبة 30% من فاتورة العلاج، إضافة إلى المبلغ الأولي (100 دولار).
كما ألغت المفوضية حينها أولوية تغطية الحالات الطبية التي لا تشكل خطراً وشيكاً على الحياة أو الأطراف، وخفضت الدعم للحالات الطبية عالية الكلفة، وحصرت الرعاية الصحية فقط في المستشفيات المتعاقدة، وحافظت على دعم الولادة بنسبة 50% من الكلفة الإجمالية.
وجاء الإعلان عن خفض تغطية الرعاية الصحية للاجئين في وقت تجري فيه رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين زيارة إلى بيروت، وعدت خلالها الحكومة اللبنانية بتقديم مساعدات بقيمة مليار يورو، خلال السنوات الثلاثة المقبلة (2024-2027)، للتعامل مع الأزمة المالية، وتخفيف الضغوط التي يسببها وجود اللاجئين السوريين.
وتضيق السبل بعدد كبير من السوريين المقيمين في لبنان منذ سنوات والذين يعيشون تحت وطأة العجز أمام ما يشهدون عليه من أعمال عنف، خاصة بعد تصاعد وتيرة العنف بحقهم في مناسبات عدة ومنها مقتل المسؤول في حزب القوات باسكال سليمان.
ووفقاً لتقديرات رسمية، يبلغ عدد السوريين المقيمين في لبنان نحو 1.5 مليون، من بينهم نحو 900 ألف مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في حين يقيم نحو 600 ألف وفق نظام الإقامة الرسمية أو مخالفين لها، بسبب اشتراط الأمن اللبناني وجود أوراق مصدقة من دوائر الحكومة السورية.
الجلسة الختامية لمؤتمر بروكسل.. دعم الانتقال السياسي ورفض التطبيع مع الحكومة السورية
ويعيش اللاجئون هؤلاء أوضاعاً إنسانية ومعيشية صعبة، سواء داخل المخيمات أو خارجها، خاصةً مع تفاقم الأزمة الاقتصادية هناك، في حين يأمل معظمهم الخروج من لبنان بطرق قانونية عبر مفوضية شؤون اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي، أو بطرق غير قانونية بحثاً عن حياة أفضل بعد معاناتهم في لبنان.
وبحث مؤتمر بروكسل الأسبوع الماضي أوضاع اللاجئين السوريين في الداخل السوري ودول الجوار.
مؤتمر بروكسل لدعم سوريا: المطلوب أكثر مما تقدمه الدول المانحة
وعُقدت النسخة الثامنة من مؤتمر بروكسل لدعم السوريين في 30 نيسان/أبريل الحالي، في مقر البرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وهدفه حشد التمويل المطلوب للاستجابة للأزمات التي يمر بها السوريون في سوريا، وفي دول اللجوء.