برلين
وجد معظم اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا، بفضل سياسة “الباب المفتوح” التي انتهجتها المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، عملاً، وفقاً لدراسة حديثة أجراها معهد أبحاث التوظيف في ألمانيا.
ويضيف تقرير نشره موقع “يورونيوز” أن نسبة التوظيف بين من وصلوا إلى ألمانيا في عام 2015 بلغت نحو 64 في المئة، مقارنة بنحو 77 في المئة بين سكان ألمانيا بشكل عام.
وتبين الدراسة أن نحو 90 في المئة من الذين توظفوا من هذه الشريحة استفادوا من مساهمات الضمان الاجتماعي، وكان متوسط الأجر الإجمالي في الساعة للوافدين في عام 2015 هو 13.70 يورو، متجاوزاً عتبة الأجر المنخفض في ألمانيا عند 12.50 يورو، على الرغم من أن متوسط عمر اللاجئين أقل كثيراً من المتوسط الوطني.
وأشار المعهد إلى أنه “بسبب العقبات المؤسسية والفردية، لا سيما في بداية إقامة اللاجئين، لا تزال معدلات التوظيف أقل من 10 في المئة في السنة الأولى بعد الوصول”، وذلك في إشارة إلى اللاجئين كلهم، “ومع ذلك، ترتفع معدلات التوظيف بشكل ملحوظ مع الأيام”.
ففي المتوسط، تصل نسبة التوظيف إلى 57 في المئة بعد ست سنوات من الهجرة، وإلى 63 في المئة بعد سبع سنوات، وإلى 68 في المئة بعد ثماني سنوات أو أكثر.
ويتحدث تقرير معهد أبحاث التوظيف في ألمانيا عن عوائق عديدة يواجهها اللاجئون في بحثهم عن عمل في ألمانيا، مثل القيود المفروضة على حرية التنقل وحظر العمل. ففي أثناء عملية طلب اللجوء في ألمانيا، لا يُسمح لمن ينتظرون الموافقة على وضعهم كلاجئين بالعمل، وقد تستغرق هذه العملية عدة أشهر.
علاوة على ذلك، لا يستوفي العديد من اللاجئين متطلبات ألمانية معينة. تقول فرانزيسكا هيرشيلمان، الرئيس التنفيذي لمنظمة jobs4refugees: “تكافح ألمانيا للاعتراف بالمهارات والمؤهلات التي يبرزها اللاجئون. وحتى في الحالات التي لم تضع فيها السجلات في أثناء الحرب والنزوح، فغالباً ما تفشل إجراءات الاعتراف بالمهارات، فمعظم البلدان لا تعتمد برامج تدريب مهني مماثلة، وبعض المهن يتطلب شهادة ألمانية”.
وتشير الدراسة إلى أنه على الرغم من أن معدل التوظيف بين اللاجئين الذكور مشجع بعد عدة سنوات من العيش في ألمانيا، فإن هذا ليس حال النساء. فمن بين اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا في عام 2015، تم توظيف نحو 31 في المئة من النساء في عام 2022، مقارنة بـ 75 في المئة من الرجال.
وتعد ألمانيا اليوم أكبر دولة مضيفة للاجئين في الاتحاد الأوروبي، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتحتل المرتبة الثالثة على المستوى العالمي.
ففي عام 2015، كان معظم اللاجئين يصلون من سوريا وأفغانستان، فارين من الصراع العنيف في بلديهم. وفي عام 2022، تقدم أكثر من 244 ألف شخص بطلب اللجوء في ألمانيا، معظمهم من سوريا وأفغانستان وتركيا والعراق.
كذلك، استقبلت ألمانيا عدداً من اللاجئين من أوكرانيا، على الرغم من أن هؤلاء الأفراد لم يكونوا بحاجة إلى تقديم طلب اللجوء، لأنهم حصلوا فوراً على وضع الإقامة المؤقتة.