دمشق
كشفت مصادر متابعة في دمشق اليوم الإثنين عن أن طهران ترفض تفهم الموقف السوري في الوقوف على “الحياد” تجاه حرب غزة، وعدم الانخراط في “وحدة الساحات”، ورفض فتح جبهة الجولان.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن المصادر، أن الإيرانيين يعتبرون أن بلادهم بذلت “الغالي والرخيص” في سبيل الدفاع عن الحكومة السورية في وقت تستدرج الأخيرة عروض الحوار مع الغرب، “كمكافأة لها على موقف النأي بالنفس، وهو أمر لا يمكن أن يقبل به الإيرانيون”.
وأوضحت الصحيفة أن دمشق “تحسست إمكانية لتطبيع علاقاتها وأوضاعها مع الدول الغربية بسبب موقفها من حرب غزة تماماً كما فعلت في عام 1990 على حساب صدام حسين والانضمام إلى التحالف الدولي لتحرير الكويت من الغزو العراقي”.
وأضافت الصحيفة أن “وهج العلاقة السورية الإيرانية أخذ يتراجع”، مع تصفية إسرائيل الكثير من كبار الضباط الإيرانيين، “الذين قاتلوا دفاعاً عن الحكومة السورية”، وإحالة قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ممن شهدوا ما قدمته إيران لبلادهم، على التقاعد، أمثال المدير السابق لإدارة المخابرات الجوية جميل الحسن.
ونوهت الصحيفة أن لدى “طهران شكوك في أن تعيين اللواء كفاح ملحم المعروف باتجاهاته المناوئة لإيران، على رأس مكتب الأمن الوطني في سوريا، يهدف إلى سياسة أمنية سورية داخلية أكثر تشدداً حيال نفوذها”.
ولفتت الصحيفة إلى شكوك إيرانية غير معلنة رسمياً بتورط أجهزة أمن سورية بتسريب معلومات حساسة حول تحركات ضباطهم لإسرائيل أدت إلى تصفيتهم، وموقف دمشق ونأيها بنفسها.
وبحسب الصحيفة فإن ذلك يأتي في ظل قلق إيراني مبطن من الإنفتاح العربي على دمشق، وجنوحها إلى “الحضن العربي”، وذلك في أعقاب ما عقدته طهران مع الولايات المتحدة من صفقات “أزعجت” السلطات السورية.
يشار إلى أن إيران تدخلت بشكل واسع إلى جانب الحكومة السورية منذ بداية الحرب عام 2011، ودعمت الكثير من الفصائل الموالية لها بالمال والسلاح.