طالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الخميس بإقرار أوروبي ودولي بأن أغلبية المناطق السورية باتت آمنة، ما يسهل عملية إعادة اللاجئين “طوعاً” إلى مناطقهم، وذلك بعد مشاركته، في النسخة الثامنة من مؤتمر بروكسل لدعم سوريا والمنطقة، حيث طرح وجهة النظر اللبنانية في شأن اللاجئين السوريين مطالباً بدعمهم مالياً في بلادهم، وليس في لبنان، مروّجاً لعودتهم الطوعية.
وجاءت مطالبة ميقاتي اليوم لقائه ببيروت بالرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس وبرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إذ شرح لهما أن المرحلة الأولى للخطة اللبنانية لإعادة اللاجئين تستهدف إعادة السوريين الذين دخلوا إلى لبنان لأسباب اقتصادية بحتة، ولا تنطبق عليهم مواصفاة اللجوء.
إعادة نظر
وبحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أكد ميقاتي تقدير لبنان الدعم الذي يلقاه من الاتحاد الأوروبي لتتمكن المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية من ضبط الحدود البحرية والبرية ومنع الهجرة غير الشرعية، “لكننا رجونا الاتحاد الاوروبي إعادة النظر في سياساته المتعلقة بإدارة أزمة اللاجئين السوريين في لبنان”، كما قال في مؤتمر صحافي مشترك.
وأضاف ميقاتي أن موضوع اللاجئين بات أكبر من قدرة لبنان على التحمّل، فعددهم بات يناهز ثلث عدد اللبنانيين، مع ما يرتب ذلك من أعباء وتحديات تضاعف أزمة لبنان الاقتصادية والمالية، “والأخطر من ذلك تصاعد النفور بين النازحين السوريين، وبينهم وبين بعض مكونات المجتمع اللبناني المضيف، ولا يفوتني أن اذكّر بما طرحته في كل الاجتماعات واللقاءات الدولية، وبما طرحته في مؤتمر بروكسل، حيث حذرت من أن كرة النار المرتبطة بملف اللاجئين لن تنحصر تداعياتها في لبنان، بل ستمتد إلى اوروبا لتتحول إلى أزمة إقليمية ودولية”، مؤكداً قناعة لبنان الثابتة بأن أمنه من أمن دول أوروبا، والعكس صحيح.
وختم ميقاتي تصريحه بالقول إن المطلوب في مرحلة أولى أن تقر أوروبا والعالم بأن أغلبية المناطق السورية آمنة اليوم، ويمكن للاجئون أن يعودوا إليها بلا خوف.
لتعاون أوثق
من جهتها قالت فون دير لاين في المؤتمر الصحافي المشترك: “نتفهم التحديات التي يواجهها لبنان نتيجة استضافة اللاجئين السوريين ولاجئين آخرين. وأساسي ضمان رفاه اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة. فمنذ عام 2011، دعم الاتحاد الأوروبي لبنان بمبلغ 2.6 مليار يورو، ليس للاجئين السوريين فحسب، وإنما أيضاً للمجتمعات المضيفة، وسنستمر في دعمكم”.
ووعدت فون دير لاين في تفعيل مساعدة الاتحاد الأوروبي “باستكشاف كيفية العمل على نهج أكثر تنظيماً للعودة الطوعية إلى سوريا، بالتعاون الوثيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وفي الوقت نفسه، ثمة حاجة إلى تعزيز الدعم من الأسرة الدولية لبرامج الإغاثة الإنسانية والتعافي المبكر في سوريا”.
وقال الرئيس القبرصي إن الوضع الحالي “ليس مستداماً للبنان ولقبرص وللاتحاد الأوروبي، ولم يكن مستداماً لسنوات، لكن التطورات في الأشهر الأخيرة أجبرتنا على السعي إلى حلول فورية”.
وأضاف: “أوافق تماماً أنه علينا أن نعمل بشكل أوثق وأوسع مع شركائنا ومع مفوضية اللاجئين لكي نناقش مسألة العودة الطوعية، لكن ليس هذا فحسب، فيجب إعادة النظر في الوضع ببعض المناطق في سوريا”.