خاص – سوريا
في ظل الأزمات التي تمر بها سوريا، تظهر قصص لنساء سوريات تمكنّ من تحقيق النجاح في مشاريعهن الخاصة كمثال للقوة والإصرار. ويعرض تقرير لموقع “963+” قصصاً لسوريات من مناطق مختلفة في البلاد، عكست قدرتهن على تحويل الأزمات إلى فرص للنجاح والتقدم.
حققت أليف إسكندر (25 عاماً) نجاحاً في مشروعها الخاص، رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها.
فدخول أليف وهي من مدينة حلب السورية، إلى جامعة العلوم ودراستها في فرع الكيمياء التطبيقية لم يكن عائقًا لها، بل كان بداية لمغامرتها في عالم صناعة المنظفات.
وعندما بدأت أليف بتصنيع المنظفات في منزلها وتوزيعها على جيرانها وأصدقائها، لم تكن تعلم أن هذه الخطوة ستكون بداية لمشروع ناجح. بحسب ما تقوله لـ”963+”.
وعملت الشابة على تطوير منتجاتها من خلال إضافة روائح وألوان جديدة أظهرت إبداعها وجعلت منتجاتها مميزة.
واجهت أليف صعوبات في تأمين المواد الأولية والتصنيع بطرق بدائية، ولكنها لم تثنها عن الاستمرار. ولم يكن هدف الشابة الربح الكبير فقد كانت تبيع منتجاتها بأسعار رخيصة لمساعدة الآخرين وتأمين مصروفها الجامعي.
ومن خلال توسيع نطاق عملها من خلال المشاركة في المعارض وفتح قناة على اليوتيوب لتعليم صناعة المنظفات أظهرت إصرارها ورغبتها في مساعدة الآخرين.
اختارت أليف اسم “رامان” لمنتجها وهو اسم أخيها الأصغر، وهو يعكس حبها للعائلة والتفاني في مشروعها.
وتقول مبتسمة: “بعد اشتراكي بهذه المعارض وبدء مشروعي بالتوسع وزيادة الطلب عليه أحسست بأني أنجزت شيئاً لمشروعي الشخصي وخاصة أنه لم يعد يقتصر على محيطي فقط”.
رحلة الفن والتحديات في زمن الحرب السورية
بدأت ياسمين خليل، (24 عاماً)، وهي من مدينة عفرين في ريف حلب، رحلتها في عالم الفن منذ طفولتها. كان لديها شغف برسم الطبيعة وتجسيد جمال ما حولها.
واستخدمت ياسمين، قلم الرصاص والفحم لتطوير مهاراتها بدون استخدام الألوان. ودرست العلوم الاجتماعية في جامعة غازي عنتاب في عفرين، وأصبحت أيضاً مدرّسةً لمادة الرسم في مدرسة المجد بنفس المدينة.
وقامت ياسمين، بحسب ما تحدثت لـ”963+”، بإنشاء مركز خاص لتعليم الرسم في مدينة عفرين، قبل عامين، وهو يستقبل الطلاب خلال العطل الصيفية ويعلمهم مختلف أنواع الرسم، بدءاً من الفحم والرصاص وصولاً إلى الرسم على الحجارة والخشب.
ويستقبل مركز ياسمين الآن 8 طلاب يتعلمون منها الرسم.
تواجه الشابة بعض الصعوبات في مجالها. منها نقص الأدوات المتاحة للرسم، مثل الألوان والقماش والأوراق الخاصة. كما أن الطلب على لوحاتها قليل جداً، ويقتصر على الصور الشخصية التي يطلبها الأهالي. كما أثرت الأوضاع المعيشية الصعبة أيضاً على قدرتها على بيع لوحاتها، لكنها استطاعت تطوير موهبتها وتحقيق أحلامها رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها.
نجبير.. تجربة رائدة في مجال التمثيل السينمائي
جسدت نجبير غانم، (27 عاماً)، وهي فتاة من مدينة القامشلي، العديد من الأدوار السينمائية في أفلام ومسلسلات تم تمثليها في مدن شمال شرقي سوريا، وتخطت كل التحديات التي واجهتها مسيرتها التمثيلية التي دخلت عامها الرابع.
وكان مجال التمثيل السينمائي مغيباً تماماً في مناطق شمال شرقي سوريا، ولكن بعد الحراك الثوري بالعام 2011، أصبحت العديد من المجالات متاحة للعمل فيها وخوض تجاربها، وخاصةً للمرأة التي أصبح لها دوراً بارز في مجالات عدة، ومنها التمثيل السينمائي.
تتحدث نجبير عن تجربتها التمثيلية لموقع “963+” وتقول: “بدأت التمثيل منذ أربعة أعوام، وأول تجربة لي في السينما كانت بفيلم (بربو) الزفة، الذي كان يجسد معاناة الأهالي في الحرب برأس العين”.
وتضيف: “كان دوري رئيسي في الفيلم وقمت بتمثيل شخصية اسمها كوله التي كانت تتحضر لحفل زفافها الذي كان باقياً له يومين فقط، ولكنه لم يقام بسبب حصول الحرب على المدينة”.
والدور الثاني لنجبير كان في فيلم ‘‘كوباني’’ وأيضاً كان رئيساً، وتناول الحرب في كوباني، وجسدت فيه دور “الشهيدة آسمين” التي ضحت بنفسها من أجل إنقاذ من كانوا معه محاصرين.
وبعد التمثيل السينمائي انتقلت “نجبير” إلى تجربة جديدة، وهي أخذ دور في مسلسل كان يتألف من 16 حلقة.
وعن هذه التجربة في مسلسل “العشق الكردي” قالت: “دوري كان لفتاة من عائلة وطني بشخصية رئيسية أيضاً، وعند حصول الحرب في المنطقة انضمت لصفوف المقاتلات”، كما كانت ضمن الكادر التصويري في المسلسل.