الرياض
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية اقتربتا من وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الأمني بين الجانبين. وقال في الرياض الأحد: “”اقتربنا بالفعل من وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات الثنائية مع الولايات المتحدة”.
كذلك، كرر وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي بالرياض الأحد، سعي الولايات المتحدة إلى إرساء معادلة سلام جديدة تقوم على التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، مستعيداً بذلك صفقة قديمة متجددة، يكون الاتفاق الأمني بين الرياض وواشنطن أحد بنودها، إلى جانب إبرام اتفاقية دفاع استراتيجي مشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تتضمن تزويد الرياض بالتكنولوجيا النووية، وقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وكان مثيراً للاهتمام تزامن وجود الرئيس الفلسطيني محمود عباس في السعودية مع وجود وزير بلينكن فيها، وحديثه عن مزايا هذا الاتفاق الأمني. فيقول المراقبون إن موقف السلطة الفلسطينية تحول من الشكوى من استعجال الولايات المتحدة إطلاق قطار التطبيع بين إسرائيل والسعودية، ومن توجيه الانتقادات إلى “اتفاقات أبراهام” التي تمت بمسعى أميركي، إلى المحاولة الحثيثة اليوم لحجز مكان على طاولة الاتفاق الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والسعودية.
وبحسب مطلعين على ما جرى من مباحثات في الرياض الأحد، إن دعوة الفلسطينيين إلى المشاركة في صوغ ترتيبات المرحلة المقبلة من شأنه أن يحدّ من التدخلات الأمنية الخارجية في غزة، “أكان ذلك في شكل تهريب أسلحة ودعم مالي أم بصيغة أجندات سياسية من إيران وحزب الله أو من تركيا”، بحسب صحيفة “العرب”.
لكن، العقبة الوحيدة هي رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فإذ يشدّد بن فرحان على أن الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية هو “المسار الوحيد الذي سينجح”، يرفض نتنياهو – ومن ورائه كل حكومته اليمينية – أي كلام على إقامة دولة فلسطينية، وهذا ما يضع كل المسعى الأميركي في مهب الريح.
وكان اجتماع عربي إسلامي أوروبي لدعم حل الدولتين قد بحث أمس الاثنين في الرياض مسألة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في تجسيد دولته المستقلة وذات السيادة.
إلا أن ثمة قلق من انهيار مسار حل الدولتين، ومرد ذلك إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وما يتبعها من ردات فعل دولية غربية. في هذا الإطار، تقول تسيبي هوتوفلي، سفيرة إسرائيل في بريطانيا، إن السبب في فشل اتفاقات أوسلو هو أن الفلسطينيين لم يرغبوا قط في أن تكون هناك دولة إلى جانب إسرائيل”.
أضافت في مقابلة مع “سكاي نيوز”: “يريدون أن تكون لهم دولة من النهر إلى البحر”، أي من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، “وهذا ما لن يحصل”.
وبعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يقول مسؤولون إسرائيليون إن “حل الدولتين” ليس إلا مكافأة يقدمها العام لـ “حماس”.