بروكسل
رصدت وزارة الدفاع التايوانية، اليوم السبت، 22 طائرة صينية في محيط الجزيرة في أقل من ثلاث ساعات، معلنة عن تجدد النشاط العسكري الصيني، وذلك بعد مغادرة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العاصمة الصينية بكين، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفادت الوزارة في بيان: “رصدنا أنشطة 22 طائرة لجيش التحرير الشعبي (الصيني) منذ الساعة 9,30 (1,30 ت غ)”.
وأضافت أن “12 طائرة عبرت الخط الأوسط ودخلت منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي من جهة شمال تايوان ووسطها”، مشيرة إلى أن الطائرات الحربية والطائرات المسيّرة انضمت إلى سفن البحرية الصينية في إطار “دورية قتالية مشتركة”.
وتسجل هذه الخروقات قبل أقل من شهر من تنصيب رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ تي في 20 أيار/مايو، والذي تعتبره الصين “انفصالياً خطراً”.
ويمثّل الخط الأوسط حدوداً غير رسمية لكن يتم الالتزام بها إلى حد كبير وتمتد على طول منتصف المضيق الفاصل بين تايوان والصين. وحُدد هذا الخط خلال الحرب الباردة في محاولة للفصل بين الجانبين المتخاصمين وتقليل مخاطر اندلاع اشتباكات.
وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتتوعد بالسيطرة عليها ولو بالقوة.
وتصاعد التوتر بين بكين وتايبه منذ انتخاب الرئيسة تساي إنغ وين في 2016 وهي تعتبر تايوان “مستقلة أساساً” بحكم الأمر الواقع، ما يشكل خطّا أحمر بالنسبة لبكين.
ومن غير المرجح أن يؤدي تولي لاي تشينغ-تي، نائب الرئيسة المنتهية ولايتها، السلطة إلى تهدئة التوتر، إذ يؤيّد على غرارها اعتماد نهج حازم حيال بكين التي حذرت من أن انتخابه سيؤدي إلى “الحرب”.
وتتزامن هذه الطلعات الجوية الصينية مع تدريبات عسكرية مشتركة سنوية تجريها الولايات المتحدة والفيليبين في الأجزاء الشماليّة والغربيّة من الأرخبيل، قرب مواقع متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي وتايوان.
كما جاءت تلك التحركات الصينية بعد مغادرة وزير الخارجية الأميركية بكين، إذ أجرى محادثات مع مسؤولين صينيين رفيعي المستوى.
وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على بحر الصين الجنوبي رغم قرار قضائي دولي أكد أن “لا أساس قانونياً للمطالبات الصينية”.
ووقعت حوادث في الفترة الأخيرة بين سفن صينية وفيليبينية بعثت من جديد مخاوف من اندلاع نزاع أوسع نطاقاً، واتهمت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بـ”تأجيج المواجهة العسكرية”.
وتعتبر الولايات المتحدة، أهم داعم دولي ومورد للأسلحة لتايوان على الرغم من غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية. وقال بلينكن إنه شدد على “الأهمية الحاسمة” للحفاظ على السلام والاستقرار عبر المضيق أثناء وجوده في الصين.
وترى الصين أن تايوان أهم قضية في علاقاتها مع الولايات المتحدة، وطالبت بكين واشنطن مراراً بإنهاء مبيعات الأسلحة إلى تايوان.