Gemini
في عام 2142، كانت “نييو دمشق” تُبهر أضواء النيون المتلألئة أنظار كلّ من وطأت قدمه أراضيها. وسط هذا المشهد الساحر، كان كاي يتجول في شوارع المدينة، وسوارته الهولوغرافية تعرض أمامه سلسلة من الوجوه المُرتّبة بعناية، مع معلومات عن كلّ شخص ودرجة توافقه معه. ففي هذا الزمن، لم يكن الحبّ يُقاس بمشاعر القلوب، بل بخوارزميات معقدة تحسب احتمالية نجاح العلاقة بين شخصين.
لكنّ كاي لم يكن مقتنعًا بهذه الخوارزميات. لقد كان يتوق إلى حبّ حقيقيّ، حبّ يخرج من القلب ويُلامس الروح، حبّ لا تحدّه معايير مُتّفق عليها ولا تُقيّده قواعد مُصطنعة. لقد تاق إلى تلك القصص التي كانت جدّته ترويها عن زمنٍ مضى، زمنٍ كان الحبّ فيه فوضويًا لا يمكن التنبؤ به، زمنٍ كان ينبض بالحياة والمشاعر الحقيقية.
وفجأة، لفت انتباهه ملفّ شخصيّ مُختلف عن الباقي. كان اسمها إيلا، ووصفها الشخصيّ ببساطة: “كاتبة. تبحث عن: الفوضى”. أثار فضوله هذا الوصف الغامض، ففتح الملفّ ليكتشف صورة إيلا بشعرها الأرجواني المتمرد وابتسامتها المشرقة، وهي تجلس وسط غرفة مليئة بالكتب.
“لا تؤمن بالخوارزميات؟” سأله صوتها عبر الإسقاط الهولوغرافي.
ابتسم كاي، وشعر بدفء ينتشر في صدره. “لا أعتقد أنّها قادرة على فهم مشاعرنا الحقيقية.”
غمزت إيلا بعينيها الجميلتين، وقالت: “التقِ بي في مقهى أوفلاين غدًا مساءً. لا ذكاء اصطناعي، لا ملفات تعريف. فقط أنت وأنا والفوضى.”
أثار اقتراحها فضوله أكثر فأكثر، فوافق على الفور. في اليوم التالي، توجه كاي إلى المقهى المُذكور، وقلبه يفيض بالفضول والترقب. كان المقهى مختلفًا تمامًا عن باقي الأماكن في المدينة، بلونه الدافئ وديكوره البسيط الذي يبعث على الشعور بالراحة. جلس كاي على أحد الطاولات، منتظرًا إيلا بفارغ الصبر.
وبعد لحظات قليلة، ظهرت إيلا، شعرها الأرجواني يتمايل مع خطواتها، وابتسامتها تضيء المكان. جلسا مقابل بعضهما البعض، وبدأ الحديث يتدفق بسلاسة. تحدّثا عن الكتب والأحلام والآمال، وعن الحياة في هذا الزمن المُسيطر عليه التكنولوجيا.
مع كلّ كلمة نطقت بها، ازداد إعجاب كاي بإيلا. لقد وجد فيها روحًا مُحررة، لا تخضع للقواعد المُجتمعية ولا تُقيد نفسها بنظريات الحبّ المُصطنعة. لقد شعر بتناغمٍ غريب معها، وكأنّ روحيهما قد تلاقتا عبر الزمن، متجاوزتين قيود الخوارزميات والبيانات.
مع اقتراب نهاية الليلة، شعر كاي برغبة مُلحّة في الاقتراب من إيلا. مال نحوها ببطء، وعيناه تلتقيان بعينيها العسليتين. لم تنطق إيلا بكلمة، لكنّها مدّت يدها ولمست يده برفق.
في تلك اللحظة، أدرك كاي أنّ هذا الحبّ مختلفٌ عن أيّ شيء مرّ به في حياته. لقد كان حبًّا فوضويًا، لا يمكن التنبؤ به، مليئًا بالعاطفة والحياة. لقد كان حبًّا حقيقيًا، حبًّا ينبض بالقلب ويُلامس الروح، حبًّا لم يكن ليُولد أبدًا لولا تلك الفوضى المُدهشة التي جمعتهما معًا.
غادرا المقهى يدًا بيد، تاركين وراءهما ضوء النيون المُبهر وخوارزميات الحبّ المُصطنعة. لقد وجدا بعضهما البعض في خضمّ الفوضى، وأدركا أنّ الحبّ الحقيقيّ لا يحتاج إلى قواعد أو معايير.
مع مرور الأيام، ازداد تعلّق كاي وإيلا ببعضهما البعض. كانا يقضيان معظم وقتهما معًا، يتجولان في شوارع “نييو دمشق”، يتحدثان عن كلّ شيء وكلّ لا شيء، يضحكان، يبكيان، يشعران بكلّ مشاعر الحبّ بصدقٍ ودون خوف.
لم يكن حبّ كاي وإيلا سهلاً. فقد واجها العديد من التحديات، من نظرات الاستغراب من أصدقائهما إلى قواعد المجتمع الصارمة التي تُحرّم العلاقات التي لا تُبنى على أساس التوافق المُحسوب.
لكنّ كاي وإيلا لم يهتما بتلك النظرات والقواعد. لقد آمنوا بمشاعرهما، وعرفا أنّ حبهما حقيقي وفريد من نوعه.
في أحد الأيام، قرّر كاي وإيلا الهروب من “نييو دمشق”. ما عاد يمكن العيش في المدينة، وتحمّل الضغط الاجتماعي فيها. لقد أرادا حياةً بسيطة، بعيدة عن صخب المدينة وتكنولوجيتها المُسيطرة. وبعد رحلة هروب دراماتيكية من قيود “نييو دمشق”، استقر كاي وإيلا في قرية هادئة تُدعى “المعرّة الجديدة”. كانت القرية تقع على ضفاف نهرٍ هادئ، محاطةً بالجبال الخضراء والغابات الكثيفة. عاش فيها عدد قليل من الناس، يعيشون حياةً بسيطةً مُتّسمةً بالبساطة والوئام مع الطبيعة.
في البداية، واجه كاي وإيلا بعض الصعوبات في التأقلم مع الحياة في القرية. فقد اعتادا على صخب المدينة وسرعتها، بينما كانت الحياة في المعرّة الجديدة بطيئة وهادئة.
كما واجها صعوبة في التواصل مع أهالي القرية، الذين كانوا يتحدثون لغةً مختلفة ويعتنقون عاداتٍ وتقاليدَ غريبة عنهم. كان هؤلاء قد انتقلوا إلى سوريا في العام 2026، بعد أن قدموا خلال الحرب الأهلية الأولى من بلاد الشيشان واستقروا هناك.
لكنّ كاي وإيلا لم يستسلما. لقد بذلا جهدًا كبيرًا لتعلم اللغة والثقافة المحلية. كما حرصا على التواصل مع أهالي القرية، والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم.
مع مرور الوقت، بدأ كاي وإيلا يتأقلمان مع حياتهما الجديدة. لقد تعلّما تقدير بساطة الحياة في القرية، وجمال الطبيعة المحيطة بها. كما تعرّفا على أصدقاء جدد، وبدأوا يشعرون بالانتماء إلى المجتمع المحلي.
بنى كاي وإيلا منزلًا صغيرًا من الخشب، على ضفاف نهرٍ هادئ. زرعا حديقةً جميلة، وربّيا بعض الحيوانات. عاشا حياةً بسيطة، بعيدة عن التكنولوجيا والضوضاء، لكنّها كانت مُليئةً بالحبّ والسكينة.
مع مرور السنين، كبر حبّ كاي وإيلا، وأصبح أقوى وأعمق. لقد واجها العديد من التحديات معًا، لكنّ حبهما كان دائمًا مصدر قوّتهما. لقد نجحا في العثور على الحبّ الحقيقيّ في زمنٍ سيطر عليه التكنولوجيا، وأثبتا أنّ الحبّ لا يحتاج إلى خوارزميات أو قواعد، بل يكفي أن يكون صادقًا وحقيقيًا ومن القلب.
* كُتب هذا النص باستخدام موقع Gemini للذكاء الاصطناعي، ولم يتم إدخال أي تعديل على النص. أما الصورة، فهي نتاج موقع Pikwizard للذكاء الاصطناعي أيضاً.