بروكسل
منذ صباح أمس الخميس، بدأت البندقية بتطبيق إجراء يُلزِم السياح الذين يزورونها نهاراً دفع ضريبة قدرها خمسة يورو، في خطوة أثارت احتجاجات السكان الذين رفضوا أن تتحول مدينتهم إلى متحف. وهكذا، باتت البندقية أول مدينة سياحية في العالم تفرض رسوم دخول.
وبحسب “فرنس 24″، أمام محطة سانتا لوتشيا، نقطة الدخول الرئيسية إلى المدينة، أُنشئ مكتب لبيع التذاكر لمَن لم يحصل عليها عبر الإنترنت. وباعت المدينة المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو نحو 13 ألف تذكرة. تقول بلدية البندقية إن هذا الرقم “يواصل الارتفاع”، خصوصا أن الإجراء لا يحدد عددًا أقصى من البطاقات المباعة يوميًا. تضيف البلدية أن فرض مبلغ 5 يورو على السياح، ليرتادوا أزقت المدينة الضيقة وجسورها فوق القنوات المائية، تأمل في ثني عدد من الزوار عن القدوم في الأيام المزدحمة.
وكان لويجي برونيارو، رئيس بلدية البندقية، قد أقرّ في أوائل نيسان/أبريل الجاري بأن هذا الإجراء “تجربة ربما تتّبعها مدن سياحية أخرى في العالم”، فيما يرى نائبه للشؤون السياحية سيمونه فنتوريني أن هذا الإجراء “يرمي إلى عدم تشجيع السياحة المحلية المرتبطة بسكان منطقة فينيتو الذين يمكنهم زيارة البندقية وقتما يريدون”.
ويوضح برونيارو أن هذه الضريبة الجديدة تفرض في 29 يومًا فقط في السنة تشهد تدفقا كبيرا للسياح، “إذ يبدأ التقويم في 25 نيسان/أبريل، ثم يتبعه كل عطلة نهاية أسبوع تقريبا من أيار/مايو إلى تموز/يوليو”.
في فترات الذروة، يمضي مئة ألف سائح ليلتهم في البندقية، إضافة إلى عشرات آلاف الزائرين الذين يقضون فيها ساعات قصيرة ولا يبيتون فيها، فيما لا يتجاوز عدد سكان وسط المدينة 50 ألف نسمة، وهو عدد في تراجع مطرد، بحسب فرانس برس.
تستهدف الضريبة الجديدة السياح الذين يدخلون المدينة القديمة يوميُا بين الساعة 8,30 صباحا و16,00 بالتوقيت المحلي، وتُفرض غرامة تتراوح بين 50 و300 يورو على من يحاولون التسلل، علماً أن السلطات تؤكد أنها تفضل ثقافة الإقناع لا القمع.
لا يحظى الإجراء الجديد بإجماع سكان البندقية، إذ رأى بعضهم أنه اعتداء على حرية التحرك وخطوة نحو تحويل مدينتهم إلى متحف. وقالت مارينا دودينو، وهي امرأة خمسينية متقاعدة وعضو في جمعية محلية للسكان، لفرانس برس: “لسنا متحفاً أو محمية طبيعية، بل مدينة، ولا ينبغي دفع الأموال لقاء التنقل فيها”.