دمشق
في منطقة الحلبوني القديمة بالعاصمة السورية دمشق، أطلق بشير جركس على مكتبته القديمة اسم “المكتبة الحديثة”، متوسماً أن تكون دائماً “ملاذاً لمن يريدون الانغماس في القراءة بين الكتب المصفوفة على رفوف عشوائية قليلاً”، كما جاء في تقرير نشرته وكالة “شينهوا” الصينية.
هنا، يجد هواة المطالعة أكثر من 100 ألف كتاب، تجعل من مكتبة جركس هذه علامة فارقة في دمشق منذ نحو ستة عقود، وتستمر ما دام جركس الثمانيني قادراً على تكريس حياته ووقته لمشاركة حبه للقراءة مع مجتمعه، “فأنا لا أستطيع العيش من دون كتب، والقراءة لا تقل أهمية عن الطعام والشراب بالنسبة إلي، وأنصح الجميع بمواصلة القراءة، لأنها تعود بالنفع على الناس وأبنائهم والمجتمع كله، ومؤسف أن يترك الإنسان الكتاب”.
يقول جركس إن عادات القراءة لدى الناس تتطور باستمرار، وقد تغيرت تفضيلاتهم بمرور الوقت، “ففي الماضي، كانت النصوص الدينية والسياسة والشعر من بين الخيارات الأكثر شعبية، لكن الطلب اليوم متزايد على الروايات، وعلى الكتب والمنشورات التي تتحدث عن النمو الشخصي”.
لجركس الثمانيني هذا حفيد يحمل اسمه، بشير، يسير على خطى جده. فهو يعمل في هذه المكتبة ويخطط لمواصلة إرث العائلة الثقافي، “فهذا عمل نبيل”.
وعلى الرغم من الاتجاه المتزايد نحو الكتاب الرقمي، يعتقد “الجركسان” أن الكتاب التقليدي م زال يتمتع بسحر خاص، لا بديل له. يقول بشير الحفيد: “يحتفظ الكتاب الورقي بسحره، حين تفتحه وتقلب صفحاته وتشم رائحة حبره”.
في دمشق مكتبة أخرى… مكتبة بيت أسامة. يقول مديرها خليل حداد إنه قلق من تراجع القراءة وشراء الكتاب في سوريا، “فتكاليف المعيشة المرتفعة جعلت الكتاب من الكماليات”.
لكن، هواة المطالعة لا يتوقفون كثيراً عند هذا الأمر، فقد وجدوا – بحسب حداد – طرقًا مبتكرة لمشاركة الكتب. يقول: “يتعاونون في شراء كتاب واحد، ويتداورون في قراءته، ليبيعوه بعد الفراغ منه، فيما يلجأ آخرون إلى استعارة ما يتوافر من الكتب في المكتبات العامة”.