بيروت
لا بد أن عظام قاسم أمين تتقلب في قبره! فاليوم، في بيروت، أم الشرائع ومصدّرة الحرف للعالم، لا فرق تكون امرأةً أو مدافعاً عن امرأة… فلا قانون فوق فائض قوة الذكورة.
تعرضت المحامية س. ابو حمدان للضرب من قبل زوج موكلتها، أمام #محكمة_الشياح_الشرعية_الجعفرية.
وقد تقدمت بشكوى أمام مخفر #الطيونة.#لبنان pic.twitter.com/QCzKj97uke— العربية لبنان (@Alarabiyaleb) April 25, 2024
لمن يحسب أن في هذا القول مبالغة، فليشاهد بأم العين ما حصل على قارعة الطريق، على بعد خطوتين من باب المحكمة الجعفرية في منطقة المشرفية، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.
ففي وضح النهار، وقف الناس يتفرجون على رجل يسحل امرأةً في الشارع، تحاول أن تلملم أذيالها، وألا تفقد ملفاً أزرق تمسكت به تمسكها بالحياة نفسها.
ما تدخل الناس من منطلق أنها زوجته، إذ كان يصيح “زوجتي”… وكأن ضرب الزوجة أمرٌ لا حرج فيه! وصيحات “شو يعني مرتو!” لم تنفع. ثم تبين أن “المسحولة” ليست زوجته، إنما هي المحامية التي ترافعت عن زوجته في المحكمة الجعفرية. إنها المحامية سوزي أبو حمدان، التي يبدو من قسوة ذلك الرجل بحقها أنها تمكنت من تخليص زوجته من براثنه، وإلا لما صب جام غضبه على محامية تتمتع بحصانة قانونية.
تفيد التقارير بأن أبو حمدان سارعت إلى تقديم شكوى قضائية بحق المعتدي عليها في مخفر الطيونة في الضاحية الجنوبية.
قد يثير هذا الأمر صخباً اجتماعياً في لبنان، لكن هذا الصخب لن يؤدي إلى أي مكان، ولن يحدث أي تغيير في ظل تصاعد العنف ضد المرأة في لبنان، وصولًا إلى قتلها، من دون سن قوانين رادعة، ومع السماح للقوانين “المذهبية” بالتصرف بحسب حيثيات خاصة.
وكانت منظمة “أبعاد”، التي تعنى بمناهضة العنف ضد النساء قد تحدثت عن ارتفاع في حوادث العنف ضد النساء والفتيات في عام 2023، مع تسجيل 767 بلاغاً عبر الخط الساخن لمناهضة العنف الأسري التابع لوزارة الداخلية، أي بمعدل 64 بلاغاً شهرياً. إضافة إلى ذلك، لفتت المنظمة الانتباه إلى زيادة في عدد ضحايا الاعتداء الجنسي، إذ بلغ عددهن 172 خلال عام 2023، مقارنة بـ121 في العام السابق عليه.
كذلم تحدثت “أبعاد” عن تزايد كبير في نسبة جرائم قتل النساء في لبنان خلال عام 2023، مسجلة ارتفاعاً بنسبة 300 في المئة مقارنة بالسنوات السابقة. ووثق التقرير وفاة 29 امرأة، أي بمعدل اثنتين في كل شهر.