شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا، أحداثاً وتطورات متسارعة خلال الساعات الماضية عبر تصعيد عسكري غير مسبوق من قبل القوات الإسرائيلية قابل ذلك تنفيذ الفصائل والسكان المحليين عمليات تصدي هي الأولى من نوعها ضد القوات الإسرائيلية التي حاولت التوغل في عدة مناطق بالقرب من سد الجبيلية ومحيط بلدة تسيل بريف درعا الغربي.
وقصفت القوات الإسرائيلية بالمدفعية الثقيلة فجر الخميس منطقتي تل الجموع وحرش سد الجبيلية بريف درعا الغربي، ما أدى إلى سقوط 9 قتلى ووقوع عدد من الجرحى ضمن صفوف المدنيين، وسط حالة من التوتر والاستنفار لدى سكان المنطقة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، عن تنفيذ عملية في بلدة تسيل بريف درعا تخللها إطلاق نار من قبل مسلحين محليين على القوات الإسرائيلية التي قامت بدورها بحسب بيان الجيش “باستهدافهم والقضاء على عدد من الإرهابيين المسلحين”.
وتعاني المحافظة الجنوبية من حالة عدم الاستقرار الأمني نتيجة تكرار عمليات الخطف والقتل والهجمات ضد حواجز ومقرات الأمن العام إلى جانب عمليات التخريب التي طالت خطوط التوتر العالي وشبكة الانترنت ما أسفر عن انقطاع التيار الكهربائي والانترنت لعدة مرات عن محافظات درعا والسويداء والقنيطرة جنوبي سوريا.
ومنتصف الشهر الفائت، قتل السفير السوري المنشق عن نظام بشار الأسد المخلوع نور الدين اللباد، برصاص مسلحين مجهولين هاجموا منزله في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي وأطلقوا عليه الرصاص، ما أدى إلى مقتله مع شقيقه عماد اللباد.
خطط وصعوبات عديدة
وقال محافظ درعا، أنور طه الزعبي في حديث خاص للعدد الخامس من صحيفة “963+”، إن كافة التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية وخاصة في محافظة درعا خلال الفترة الأخيرة يتم إبلاغ القيادة في دمشق عنها بشكل متواصل منذ أشهر.
وأضاف: “نسعى لوضع خطط تهدف إلى تعزيز الأمن وحماية المدنيين من الهجمات الإسرائيلية المتكررة، ونحن مستمرين في تقوية البنية الأمنية بمحافظة درعا حيث أن الوضع هنا بات لا يخفى على أحد”.
وأشار إلى وجود صعوبات عديدة تعترض إعادة تفعيل مؤسسات الدولة بشكل كامل في محافظة درعا من شرطة وأجهزة أمنية أخرى وخدمات، لكن في الوقت نفسه “نسعى لتحقيق الأفضل والأمور تذهب نحو الأحسن تدريجياً”، وأكد أن المرحلة المقبلة في جنوب سوريا هي مرحلة استقرار وإعادة إعمار بعيداً عن التوترات.
وشارك محافظ درعا ومسؤولون رسميون وقادة عسكريون وأمنيون وقادة من الفصائل المحلية، الخميس في مراسم تشييع ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف منطقتي تل الجموع وحرش سد الجبيلية بريف المحافظة الغربي. والذي أقيم في مركز إنعاش الريف بمدينة نوى غربي درعا.
وجاءت مراسم التشييع وسط حالة من الغضب الشعبي والاستنفار في المنطقة، حيث اعتبر الأهالي أن ما حدث “مجزرة بحق المدنيين”، كما شهدت المدينة دعوات لمشاركة جماهيرية واسعة، تعبيراً عن رفض الهجوم الإسرائيلي الذي وصل إلى عمق غير مسبوق داخل الأراضي السورية.
تحديات وأمور ضبابية
وفيما يتعلق بالفصائل المحلية التي مازالت تنشط في محافظة درعا، قال الزعبي إن “الأمور مازالت ضبابية لكن الإدارة الانتقالية عملت على محاولة دمجهم عبر فتح باب التطويع بالجيش والأمن من قبل وزارتي الدفاع والداخلية”. وتابع “هذا الملف يحظى باهتمام كبير من قبلنا ونحن على تواصل دائم مع الجميع لإيجاد حلول مناسبة إما بالدمج أو بألية تخدم استقرار المحافظة تحت مظلة الدولة”.
وكشف محافظ درعا، عن استمرار عمليات الاغتيال والاستهدافات المسلحة من قبل مجهولين خلال الأشهر الماضية التي أعقبت سقوط النظام المخلوع وهو ما يشكل تحدياً أمنياً كبيراً أمام فرض حالة الاستقرار والأمن لمحافظة عانت كثيراً بالسنوات الماضية من نشاط مجموعات وميليشيات تعمل في تهريب الأسلحة والمخدرات وتنفيذ الاغتيالات.
ودعا الزعبي كافة أهالي ووجهاء مدينة درعا وريفها للمساعدة في ضبط الأوضاع الأمنية وتذليل التحديات والصعوبات والعوائق الموجودة إلى الآن لكن بدرجة أقل من الأسابيع الأولى بعد سقوط النظام السابق.
نشرت هذه المادة في العدد الخامس من صحيفة “963+” الأسبوعية والصادرة يوم الجمعة 4 نيسان /إبريل 2025.
لتحميل كامل العدد الخامس من الصحيفة النقر هنا: الصحيفة – 963+